أبدت مجموعة توتال النفطية أول من أمس ثقتها من سريان عقد وقعته عام 1980 مع الحكومة السودانية يمنحها حق استغلال حقل نفطي في جنوب السودان تطالب شركة بريطانية حالياً بقطاع فيه. والاتفاق الذي يمنح الشركة الفرنسية حقوق امتياز المنطقة "باء" في جنوب شرق البلاد محور نزاع بعدما أعلنت شركة "وايت نايل" إنها وقعت اتفاقاً مع سلطات جنوب السودان للحصول على حصة في الحقل. وبموجب الاتفاق تحصل "وايت نايل" على حصة نسبتها 60 في المئة في المنطقة باء البالغ مساحتها 67 ألف كيلومتر مربع. وقال ناطق باسم "توتال": "نشعر بالارتياح الى وضعنا القانوني بالنسبة للمنطقة "باء". عقدنا سار". ويبدو أن "وايت نايل" وقعت اتفاقاً مع أطراف على صلة بالحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتوقع أن تلعب دوراً بارزاً في حكم جنوب السودان بعد توقيع اتفاق سلام في كانون الثاني يناير الماضي يحصل الجنوب بمقتضاه على نوع من الحكم الذاتي. غير أن حكومة الخرطوم تؤكد إنها الجهة الوحيدة التي يحق لها إبرام اتفاقات نفطية وتنفي إبرام أي اتفاق مع وايت نايل. وتملك "توتال" حقوق تشغيل المنطقة بحصة نسبتها 32.5 في المئة بالاشتراك مع شركة "ماراثون بتروليوم سودان ليمتد" بحصة نسبتها 32.5 في المئة فيما تملك الشركة الحكومية الكويتية "كوفبك سودان ليمتد" حصة نسبتها 25 في المئة وتملك شركة "سودابت" الحكومية السودانية حصة نسبتها 10 في المئة . وقامت الشركة بتشغيل المنطقة منذ عام 1980 حتى عام 1985 عندما اضطرت إلى تعليق أنشطتها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في جنوب السودان مع تصعيد المتمردين في الجنوب لقتالهم ضد حكومة الخرطوم. وتؤكد "توتال" انه لا يمكن استئناف العمل إلا حال تحقق السلام في المنطقة. ويأتي إنتاج السودان من النفط البالغ حالياً 320 ألف برميل يومياً أساساً من حقول في جنوب البلاد، يتصدر الصينيون والماليزيون والهنود قائمة المستثمرين فيها. وكان مسؤول في جنوب السودان أعلن في شباط فبراير الماضي أن الحقوق النفطية الممنوحة لشركات نفطية دولية في المنطقة تعتبر "باطلة" لأنها عقدت بواسطة الحكومة المركزية في الخرطوم. في وقت يشير الاتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية بصراحة الى صلاحية الاتفاقات التي وقعتها الحكومة المركزية في الماضي. وقال مفوض المال في حركة الشعبية لتحرير السودان كوول مانيانغ جووك إن الحقوق الملغاة كانت لشركات "توتال" و"ماراثون" وشركة "كوفبيك" الكويتية، وإن بعض الحقوق التي كانت ل"توتال" ستذهب إلى "وايت نايل" المدرجة في لندن.