عندما تأسست «شركة الكويت للاستثمارات البترولية الخارجية» (كوفبك) عام 1981 من قبل «مؤسسة البترول الكويتية» أنيطت بها مهمة القيام بعمليات استكشاف وإنتاج المواد الهيدروكربونية خارج الدولة، وتأمين تدفقات نقدية مهمة تساهم في زيادة أرباح «مؤسسة البترول الكويتية»، مع التركيز على الفرص الاستثمارية التي تضمن نقل التكنولوجيا والخبرات والمعرفة التقنية إلى الشركات التابعة للمؤسسة من خلال تأمين فرص تدريبية لموظفي قطاع الاستكشاف والإنتاج المحلي والتطبيق داخل الكويت. وتلقي هذه الأهداف الضوء على الاستثمارات الخارجية التي تقوم بها الشركة خصوصاً في النروج حيث استحوذت أخيراً على حصة «توتال» البالغة 30 في المئة من حقل «كروغ» الغازي. وقال الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر الصباح في مقابلة مع «الحياة»، إن شركة «كوفبك النروج إي أس» التابعة للشركة الكويتية، «استحوذت في آب (أغسطس) الماضي، على حصة 15 في المئة في حقل «جينا كروغ» من شركة توتال إي أند بي نورج المملوكة لشركة توتال إس إي، في مقابل 317 مليون دولار اعتباراً من مطلع العام المقبل»، مضيفاً: «تأتي هذه الصفقة استكمالاً وتعزيزاً للاستحواذ الذي أبرمناه عام 2016 لأصول تقع في الجرف القاري النروجي، في منطقة غريتر سليبنر من شركة توتال والتي اشتملت على حصة بنسبة 15 في المئة في جينا كروغ أيضاً، لتصبح حصة كوفبك الإجمالية في هذا الحقل عند إقفال الصفقة 30 في المئة». وأشار إلى أن «الاهتمام بهذه الحقول يأتي من كون الصفقة تشكل خطوة جديدة ضمن خطوات إستراتيجية اتخذتها الشركة للنمو في مشاريع مربحة في النروج، وأضافت هذه الصفقة على محفظة احتياطاتنا قرابة 34 مليون برميل نفط مكافئ، وإنتاجاً يصل إلى 9 آلاف برميل نفط مكافئ يومياً، ويتوقع أن يرتفع إلى 13 ألف برميل يومياً من حقل جينا كروغ الذي بدأ الإنتاج في حزيران (يونيو) الماضي»، مضيفاً أن «زيادة الإنتاج الجديدة سترفع الإنتاج في النروج إلى نحو 25 ألف برميل نفط مكافئ يومياً». وأشار إلى أن «تأهيل كوفبك أخيراً كمشغل معتمد في الجرف القاري النروجي من قبل وزارة البترول والطاقة النروجية، يأتي منسجماً مع أهداف الشركة، ما يعزز قدرتنا على تشغيل حقول جديدة في هذه البقعة من العالم، والعمل في شكل وثيق مع شركاء على مستوى عالمي». ولفت إلى أن مشروع «ويتستون» للغاز الطبيعي المسال في غرب أستراليا الذي بدأ الإنتاج في 9 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتشارك فيه «كوفبك» بحصة نسبتها 13.4 في المئة، يبرز كمثال لنموذج الاستثمارات ذات البعد الإستراتيجي الطويل الأمد الذي تتبعه الشركة بهدف المساهمة في إضفاء قيمة إضافية على القطاع النفطي الكويتي»، مشيراً إلى أنه «يتمتع بمزايا عدة أبرزها تأمين الوجود الفعال للكويت في أحد أكبر مشاريع تطوير الموارد في أستراليا، إضافة إلى أنه أول مشروع للغاز الطبيعي المسال يتم تنفيذه على مستوى مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، لاسيما أن كوفبك كانت من الشركاء المؤسسين من خلال عملياتها الاستكشافية الناجحة عام 2008 والتي تم بموجبها اكتشاف كميات ضخمة من الغاز». وتصل الطاقة القصوى لخطَي الإنتاج في مرافق مشروع «ويتستون» إلى 8.9 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال في العام، يتم تصديرها مباشرة للزبائن، فيما سيكون بعضها متاحاً للتصدير إلى الكويت. ويتوقع أن تصل حصة «كوفبك» من الإنتاج إلى 40 ألف برميل نفطي مكافئ يومياً عند تشغيل الخط الثاني للمشروع العام المقبل. ويبرز أيضاً مشروع «كيبوب دوفرني» في حوض دوفرني الغني بالمكثفات النفطية الصخرية في الغرب الأوسط لألبرتا في كندا، والذي تشارك فيه «كوفبك» بحصة نسبتها 30 في المئة منذ عام 2014. إذ يؤمّن دخول «كوفبك» إلى قطاع الغاز والنفط الصخريين فرصاً لاكتساب مهارات وتقنيات متطورة لنقلها إلى الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية. ويُذكر هنا أن الكثير من التقنيات المستخدمة في استخراج الغاز الصخري وصناعته في أميركا الشمالية قابل للاستخدام في الكويت. علاوة على ذلك، فإن التعامل مع النفط والغاز الصخريين لا يقتصر على التقنيات المستخدمة بل يشمل المقاربة وأسلوب العمل التنظيمي القابل للتطبيق لاسيما بوجود الغاز الصخري، ويتيح استخدام المقاربة أو الأسلوب التصنيعي خفض التكاليف على هذا الصعيد إضافة إلى القدرة على إدارة مشاريع التطوير العملاقة. وإلى جانب هذه المشاريع، تضم محفظة أصول «كوفبك» مشاريع ذات طابع إستراتيجي مهم للشركة والدول المضيفة على حد سواء. ومن ضمن هذه المشاريع، «ناتونا سي - القطاع إي» في إندونيسيا وهو من أوائل المشاريع التي تمت المشاركة بتطويرها من قبل الشركة، والذي يعتبر من المشاريع ذات الهامش الربحي المرتفع باعتباره من أهم مشاريع تصدير الغاز الطبيعي في الدولة المضيفة، إضافة إلى أهميته في تأمين الغاز الطبيعي للسوق المحلية. وفي شأن الاستثمار في العالم العربي، أكد الصباح أن «كوفبك» تقوم بعمليات التنقيب والتطوير والإنتاج في كل من مصر وتونس وموريتانيا واليمن. وبدأت عملياتها في مصر عام 1985 في حقل «أمل» في خليج السويس. وفي عامي 2002 و2003 تم اكتشاف عدد من حقول الغاز في رأس كنايس ودلتا نهر النيل. أما في تونس، فقد بدأ الإنتاج من حقل سيدي الكيلاني البري عام 1991، وفي العام ذاته بدأت عمليات التنقيب في منطقة شمال القيروان وأعقب ذلك تجديد للعمليات في عامي 2000 و2003. وفي اليمن، بدأت نشاطها في أوائل الثمانينات من خلال مشاركتها في استخراج النفط من حقل شرق شبوة وحقل جنة، وبعد ذلك حصلت على حق الامتياز لاستكشاف وإنتاج النفط في القطاع 15 البحري قبالة مدينة المكلا. وتنشط الشركة حالياً في 13 بلداً، وتتوزع نشاطاتها التي تضم 54 مشروعاً في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج في مختلف أنحاء العالم. ولفت الصباح إلى أن نشاطات الشركة لا تقتصر على مشاركتها في تطوير الموارد والمشاريع النفطية، بل إن مساهماتها تمتد إلى تطوير البنى التحتية ونوعية الحياة المعيشية في مناطق عملياتها. أما في شأن تأثير انخفاض أسعار النفط في الاستثمارات، أكد أنه طاول كل الشركات النفطية، ما دفعنا إلى مراجعة قراراتنا الاستثمارية والتركيز على إعادة هيكلة محفظتنا الحالية للخروج من الأصول غير المجدية والاستحواذ على الفرص الاستثمارية التي تحقق أهدافنا.