بدأت التحضيرات لإنجاز الفيلم التسجيلي"عين ديوار"وهو عمل مشترك للنجمة السورية سلاف فواخرجي، والسيناريست نهاد سيريس والمخرج علي جمالو من انتاج مجموعة الإعلام المستقلة. الحياة التقت كلا من جمالو وسيريس، ورصدت معهما فكرة العمل، التي ذكر جمالو أنه استوحاها من مقال كتبه. يقول جمالو:"عين ديوار"قرية سورية صغيرة تقع في أقصى الجزيرة السورية على كتف نهر دجلة، حدودها الشرقيةالعراق، والشمالية تركيا، وبمعنى آخر ومع الانتباه للتحولات التي تشهدها المنطقة، فعين ديوار قرية حدودها الشرقيةالولاياتالمتحدة في احتلالها العراق، وحدودها الشمالية أوروبا التي تريد تركيا ? لاهثة ? أن تكون بعضاً منها". ويضيف جمالو:"لعلكم تذكرون أن فريق LBC نقل قبل سنوات من هذه القرية عملية الكسوف الشمسي، ومشروعنا يدور حول كسوف آخر من الموقع ذاته. كسوف سياسي هذه المرة. ولذلك عين ديوار قرية لا تشبه القرى، تكاد تكون حكاية بلد يلفه القلق من سكين الزرقاوي البشعة، وقذائف رامسفيلد"الرحيمة"، ومن حياة تقليدية، حان وقت تغييرها، ومن ثوابت لم تعد ثابتة". وعلي جمالو سبق أن أنتج وأخرج الكثير من الأفلام الوثائقية، مثل" الجولان هضبة الحرب والسلام"،"جبال التيه"، و"سنوات الشك"، وهو كان ممثل المؤسسة اللبنانية للارسال من عام 1999حتى عام 2004، وعمل مندوباً للتلفزيون السوري في لبنان ما بين عام 1984 - 1993، وقام بتغطية الحرب اللبنانية، وحرب الخليج الثانية، والحرب الأميركية على العراق لمصلحة قناة أبوظبي. " تسونامي"على حدود سورية حول"عين ديوار"يقول الكاتب والروائي نهاد سيريس:"منذ سنوات عدة ومن أجل رصد مثالي لكسوف الشمس، انتقل الصحافيون بكاميراتهم، وأجهزة البث الفضائي، إلى منطقة"عين ديوار"الواقعة أقصى الشمال الشرقي لسورية. وتردد اسم هذه المنطقة المنسية، على مسامع جميع الناس، وأصبحت عين ديوار علما جغرافياً، بعد أن كانت منسية، حتى، وبعد أن انفض هذا الحفل الفلكي، تمنى أهل عين ديوار أن تتكرر الكسوفات لكي يحصلوا على تلك الأهمية، في نشرات الأخبار، ولكي يغزوهم هؤلاء الزوار بكاميراتهم، وعرباتهم، وثيابهم المعروفة في كل مناطق الأزمات في العالم، إلا هنا". ويتابع:"عادت القرية، وعاد أهلها إلى هدوئهم، وسكينتهم، فالموقع الجغرافي الاستثنائي للقرية يفرض عليها مثل هذا الهدوء، فهي تقع في أقصى نقطة من جغرافيا ثلاث دول. أقصى نقطة يعني أن هذا المكان بعيد من المدنية والعواصم، ومواقع صنع القرار، بعيد من السياسة، وربما من التاريخ أيضاً. إلا أن الجغرافيا تتغير قرب"عين ديوار"بتغير الأحداث، فبينما كانت تشرف على ثلاث دول آسيوية، وجدت عين ديوار نفسها تشرف على ثلاث قارات بعد أن غزت الولاياتالمتحدةالعراق، وبعد أن تمكنت تركيا من فرض نفسها على الاتحاد الأوروبي، وبقيت سورية تمت بصلة الى جغرافيتها وتاريخها. وبحسب سيريس سيجيب الفيلم عن تساؤل هو: ماذا حدث لأهل القرية، وكيف يعيشون الآن بعد أن شاهدنا حالهم حين غزاهم الصحافيون يوم انكسفت الشمس، فهل تغيروا حينما انكسفت الأنظمة من حولهم، وتغيرت الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ماذا حدث للروابي الهادئة، والنسمات الجبلية، وماذا يفعل بها هدير محركات الطائرات الحربية؟ وأكد سيريس أن هدف الفيلم التسجيلي إظهار هذا الشيء، ورصد ما حدث على حدود سورية من تغير، في كيانات الدول،"إذ اننا سننتقل بكاميراتنا لنسجل هذه المرة كسوفاً آخر مع تغير"خطير"وهو أنه لم يكن كسوفاً عادياً للشمس، بل تسونامي حقيقياً اجتاح المنطقة فغيّرها". أما الفنانة سلاف فواخرجي كما ذكر نهاد سيريس فإنها ستقف أمام الكاميرا، بكل رقتها المعهودة، لتحادث أهل القرية البسطاء،لنعرف منهم ماذا جرى في دواخلهم، وكيف تغيرت حيواتهم اليومية، وهل يعون حقاً المتغيرات من حولهم ؟ وينهي سيريس حديثه قائلاً: في قناعتي، أننا ذاهبون الى هناك لنبحث عن أجوبة نحتاجها لأنفسنا، ونهدئ بها قلقنا.. أجوبة عما جرى ويجري، وماذا سيحدث في المستقبل؟".