انتظر عدد كبير من المشاهدين ما سيقوله الدكتور نديم المنلا, رئيس مجلس إدارة تلفزيون"المستقبل"ومديره العام, في حلقة"خليك بالبيت"مع زاهي وهبي التي حملت عنوان"المستقبل إلى أين؟". لكن الحلقة, على طولها, لم تقدم الجواب الشافي لهذا السؤال. كان من المفترض أن تجيب عن الأسئلة المستقبلية, فوجدناها تسترجع الماضي, وما أنجزته المحطة في سنواتها السابقة. لم يتعاف تلفزيون"المستقبل"إلى اليوم من صدمة اغتيال مؤسسه الرئيس رفيق الحريري, ولا يستطيع أن يخلع ثوب الحداد. تحدث المنلا عن ارتباك"المستقبل"في اللحظات الأولى لاستشهاد الحريري من خلال التأخر في إعلان نبأ الوفاة:"كنا ضائعين ولا نعرف كيف نتعامل مع هذا الحدث, بسبب العلاقة بين الرئيس والمؤسسة والعاملين فيها", لافتاً إلى أن البرامج والشعارات التي بدأت الظهور منذ الأيام الأولى كانت عفوية في قسم كبير منها, وأتت من دون تخطيط مسبق, قبل تبني شعار"...لأجل لبنان"الذي اقترحه زاهي وهبي. وقال المنلا إن السياسة الإعلامية لمحطة"المستقبل"اليوم تعدّت موضوع استشهاد الرئيس الحريري..."فجو الناس عابق سياسياً, ولبنان يمّر في مرحلة تغيير أساسية...صحيح أن حيزاً كبيراً أعطي لتعريف الناس عن الرئيس الحريري بعد رحيله, لكن السياسة الإعلامية للمحطة اليوم تتعلق بلبنان ومستقبله". وحول سؤال عن خروج المواكبة الإعلامية عن ثوابت تلفزيون المستقبل للقضايا السياسية العربية الأخرى التي كانت تهتم بها المحطة, قال المنلا:"هل تريدني أن أتكلم عن الحرب في أفغانستان, وأغض الطرف عن الموضوع اللبناني الذي يشهد تغييراً غير عادي تمثل باغتيال الحريري, وهو محطة أساسية في تاريخ لبنان؟ هل هو أمر غير طبيعي أن تواكب السياسة الإعلامية لتلفزيون المستقبل هذا الحدث إلى أقصى حدوده؟". ورداً عن سؤال لزاهي وهبي, مفاده أن عائلة الحريري أكثر اعتدالاً وهدوءاً وتمسكاً بثوابت الحريري... فيما إعلامه في مكان آخر, أكد المنلا أن هذا الكلام"يمثل إساءة للرئيس الشهيد ولعائلته والعاملين في المحطة". سائلاً:"هل التلفزيون اليوم هو جمهورية نديم المنلا الإعلامية؟ إن المستقبل مؤسسة إعلامية ذات تراث... وتملك تواصلاً يومياً مع عائلة الحريري... وعملية الفصل بينهما تُفسر بالاعتداء على هذه المؤسسة, تماماً كالمناشير التي وزعت في بيروت واتهمت التلفزيون بالصهينة". ونفى المنلا ما يشاع من أن"تلفزيون المستقبل"تدير سياسته الإعلامية حالياً شخصية معارضة من خارج"تيار المستقبل", موضحاً أن"المحطة تواجه صعوبة كبرى في استضافة شخصيات سياسية موالية للحكومة الحالية, لأن تلك الشخصيات ترفض المشاركة، الأمر الذي جعل بعضهم يصف محطة المستقبل بأنها محطة المعارضة في لبنان". وحول احتمال انتقال المحطة إلى دبي, أجاب المنلا أن"الحماية الأمنية اللبنانية لمؤسسة إعلامية تتعرض لحجم كبير من الضغط والتهديد يعتبر أقل من الحماية الموضوعة لمطاعم"ماكدونالدز", مشيراً أن"كل الاحتمالات واردة في حال تم إقفال المحطة كما حصل مع محطة MTV... أو تكرر الاعتداء على المحطة كما حصل قبل سنتين تقريباً". ووصف هذا الانتقال المحتمل بال"قسري لتأمين التواصل مع المشاهدين اللبنانيين والعرب", مؤكداً الانتهاء من إنجاز كل الأمور في حال حصول أمر ما. وتحدث المنلا عن اهتمام الحريري ببعض ما كان يقدم على شاشة"المستقبل", ومنها الأغنيات المصورة تحت عنوان"لعيونك", وأحدثها كليب"معك"الذي عرض في الحلقة لأول مرة, مؤكداً أن تحضير هذه الأغنية تم بمعرفة الحريري وقبل استشهاده. وقبل نهاية الحلقة التي استمرت أكثر من ساعتين ونصف الساعة, استطاع الزميل إبراهيم العريس من"الحياة", وجوزف بو نصار, رئيس تحرير"دليل النهار", أن يلخصا كل المطلوب من تلفزيون"المستقبل"لتصورات المرحلة المقبلة, بأقل من ثلاث دقائق. نصح العريس بفتح مساحة للنقاش عبر مسرحيات وبرامج حوارية, وطالب المبدعين بتشغيل خيالهم للبحث عن دور للإعلام, يكمل ما بدأه الرئيس الحريري, وللتفكير في مستقبل لبنان. فيما طالب بو نصار بالتفكير ببرامج"لم نعد نعرفها على شاشتنا", كبرامج للتنشئة والتوعية, والإضاءة على الثقافة اليومية في لبنان... وأن يعزز"المستقبل"البرامج الدرامية, ويعتمد لها نصوصاً تواكب الحالات الإنسانية والاجتماعية والسياسية والبيئية والوطنية, إلى جانب التسلية والهدف التجاري. ورداً على اقتراح من إحدى المشاهدات بتحويل برامج المنوعات مثل"سوبر ستار"وغيره إلى محطة"زين"الفضائية, والإبقاء على"المستقبل"بدورها السياسي الحالي كمحطة جادة في معرفة الحقيقة, أعلن المنلا عن تفكير جدي باستحداث قناة جديدة أو استعمال محطة"زين"لتقديم برامج سياسية واجتماعية موجهة للشباب العربي. في نهاية الحلقة, شكر المنلا جميع العاملين"الذين بذلوا جهداً لا مثيل له في المرحلة السابقة, وقاموا بجهود فردية عبر برامجهم والأفكار التي قدموها", فسأله زاهي وهبي:"هل سيترجم هذا الشكر, أم سيبقى مجرد كلام لدى إدارة المستقبل؟"... سؤال في غير محله!