خرج ملحم زين من "سوبر ستار" فقامت الدنيا ولم تقعد، انهالت الاتصالات وراجت الاشاعات وتحركت الهيئات السياسية والاجتماعية وانتفض الناس... خرج ملحم زين من "سوبر ستار" فتجند تلفزيون "المستقبل" لاحتضانه وتأليف "جنيريك" خاص به، وحل ضيفاً على "عالم الصباح" وقدمت له المساندات وجعلته الحدث الذي تصدر أخبار نشراتها... إلا أن ما يلفت انتباه المشاهد ان الدعم المبالغ به الذي حظي به ملحم زين خلال النهار أو خلال حلقة "خليك بالبيت" يثير تساؤلات كثيرة حول موقف "المستقبل" من نتائج الحلقة والى أي مدى تحاول إدراته إصلاح "موقفها" من ملحم زين والاعتراف غير المباشر بورود خطأ ما في النتائج ومحاولة استعادة شعبية لبنانية خسرتها بعد خروج ملحم من المسابقة. وضمن برنامج الدعم المذكور، حل ملحم زين ضيفاً أساسياً على برنامج زاهي وهبي إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم ورئيس مجلس إدارة تلفزيون "المستقبل" الدكتور نديم المنلا والمتباريتين النهائيتين رويدا عطية وديانا كرازون. وطرحت حلقة "خليك بالبيت" تساؤلات كثيرة خارجة بذلك عن إطارها الكلاسيكي الهادئ المألوف. إذ تحول استوديو زاهي وهبي إلى حلبة تصارع فيها الضيوف فعكسوا اتجاهاتهم المختلفة والضوضائية المطروحة حول البرنامج والنتائج ورد الفعل عليها. قدمت الحلقة تفسيرات عن أمور كثيرة وفتحت النقاش في أجوبة جديدة، فإجابات الدكتور المنلا كانت حاسمة أحياناً وغير مقنعة في احيان أخرى، كما وان اعتبار المشاهدين نتائج "سوبر ستار" غير عادلة فتح الباب حول تساؤلات أخرى، هذا فضلاً عن نقاط أخرى كثيرة: أولاً، مما لا شك فيه ان لملحم نجومية لافتة وانه يمتلك صوتاً رائعاً وحضوراً مميزاً فضلاً عن قاعدة شعبية قلَّ نظيرها حتى لنجوم عصرنا الكبار. ومما لا شك فيه ان ملحم هو مرشح أساساً ليكون "السوبر ستار" وان خروجه من المسابقة واللغط الحاصل في فاعلية التصويت مسألتان رئيسيتان يجدر البحث فيهما. غير ان ملحم لم يخرج مهزوماً، فقد حظي بشعبية اكبر من تلك التي كان سيحصل عليها لو فاز باللقب خصوصاً بعد توقيعه عقداً مع المستقبل وتلقيه العروض السينمائية. فلماذا يستمر الهجوم وتستمر الحملات في وقت حصل ملحم زين وجمهوره على الثمار المرجوة. ثانياً: ان خروج ملحم زين من المسابقة سحب الضوء عن نجمتين لم يكن لهما ذنب ولم يرتكبا خطيئة عندما جندت القوى في بلديهما لمناصرتهما. وديانا ورويدا نجمتان لهما بريقهما الخاص وتتحلى كل منهما بصوت مميز فليس من العدل ان تركز الحلقة على ملحم في الوقت الذي لم يسجل حضور الفتاتين أي جديد، فكانتا مهمشتين في حين كان من المفترض ان تكونا نجمتي الحلقة إذ كان من المقرر ان تتطرق إلى عوامل نجاح البرنامج في شكل عام، فضلاً عن الحديث مع المتبارين المتأهلين للمرحلة النهائية. ثالثاً: التوتر الذي فرضته مواقف تونيا مرعب والياس الرحباني وزاهي وهبي أخرج الحلقة من سياقها الأساسي. موقف تونيا مرعب كان عفوياً وصادقاً حتى ولو انحازت كثيراً لملحم، فقد نقلت بأمانة وجهة نظر الشارع اللبناني وطالبت بضرورة تقديم البراهين اللازمة للجمهور المشكك. وموقف الياس الرحباني كان سليماً حين حاول معادلة كفتي الميزان بين رويدا وديانا من ناحية وملحم من ناحية ثانية، وحاول تسليط الضوء على موهبة الفنانتين، إلا انه بدا مسايراً كثيراً لادارة المحطة وانحيازه جعل تهكمه من مواقف تونيا مرعب وملحم زين والجمهور المعارض جارحاً حيناً ومصطنعاً أحياناً أخرى. أما زاهي وهبي الذي أشعرنا بانحيازه الخفي نحو ملحم، فكان منحازاً كثيراً لإدارة المحطة حين تطرق إلى مواضيع شخصية تتعلق بتونيا مرعب بغية "الانتقام" لهجومها على النتائج ومطالبتها الحثيثة بإعادة الانتخابات، فجاء رد فعله ضعيفاً يظهر عدم رحابة صدره. وأخيراً، من الممكن ان تكون الضجة المثارة حول خروج ملحم زين من المسابقة اكبر من الحدث ومن الممكن ان تكون حلقة "خليك بالبيت" حملت الكثير من التساؤلات. إلا انه وفي كلتا الحالين عكس البرنامج تعلق الجمهور العربي واللبناني بخيط رفيع جعله، ولو بطريقة مزيفة، صانع قرار لمرة واحدة، من دون ان يكون تناسى فعلاً مشكلاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفضّل برنامجاً فنياً.