نبات الاقحوان عرف منذ قديم الزمان وفي كل الاوطان وبخاصة في بلاد الشرق، وأزهاره الصفراء الذهبية اللون تملك شهرة واسعة غذائياً وصيدلانياً، وفي وقت ليس بالبعيد كان يطلق على العصارة الصفراء المستخرجة من الازهار ب"صعفران الفقراء"لأنها كانت تستعمل في أطباق الطعام لاعطائها نكهة محببة ولوناً جذاباً، يعطي الاقحوان ازهاراً على مدار العام وبخاصة في فصل الصيف، وهذه ميزة قلما نجدها في نباتات اخرى. تحتل ازهار الاقحوان اهمية كبيرة لاحتوائها على طائفة طويلة عريضة من المركبات التي تملك شهرة في عالم الصيدلة فهي غنية بالكاتروتينيدات لكوبين، كاروتين، فيولوكسانتين، سيتراكسانتين، روبي كسانتين، فلافكروم الى جانب مواد لعابية وأحماض عضوية منها حمض التفاح وحمض الصفصاف ومركبات قلوية وصابونية وزيت طيار. الدراسات التي تناولت زهرة الاقحوان قليلة نوعاً ما، وفي ما يلي سنحاول التعريف بمواصفاتها الصحية والطبية: الباحثون من سنغافورة اكتشفوا اخيراً ان شاي زهرة الاقحوان الذائع الصيت في الصين وما حولها مفيد في ردع الاصابة بالسرطان، وعند التفتيش عن السر وجد العلماء ضالتهم في مادة"ليوتيولين"التي تنتمي الى عائلة لها حسب ونسب هي الكاروتينيدات، ان هذه المادة تعمل كمصيدة تجذب الخلايا السرطانية ومن ثم تنقض عليها. ان مركبات الكاروتينيدات هي المسؤولة عن اعطاء اللون لكل نبات وتحفل الطبيعة ب600 نوع منها، وأهمية الكاروتينيدات لا تقتصر على الوقاية من الأورام بل لها مكانة عظيمة في حماية القلب والأوعية الدموية وكذلك في الحيلولة دون التعرض لخطر داء الاستحالة لشبكية العين الذي يعتبر السبب الرئيس المؤدي للعمى عند الذين تجاوزوا العقد الخامس من العمر. جدير بالتنويه هنا الى ان الملفوف والبطيخ الأصفر والجزر والخضروات الخضراء والبندورة تعد من المصادر الجيدة للكاروتينيدات. يستحضر من ازهار الاقحوان صبغة ممتازة مفيدة في تجديد الأنسجة وتسريع اندمال الجروح وبخاصة جروح العمليات القيصرية، ففي دراسة ايطالية انجزت على النساء اللواتي خضعن لعمليات قيصرية وجد البحاثة ان دهن الجروح بصبغة الاقحوان ادى الى الشفاء السريع لهذه الجروح. ايضاً يلجأ لصبغة الاقحوان لمداواة عنق الرحم بعد الاصابة بالتهاب التريكوموناس وكذلك في معالجة التهاب الأجفان والجنجل. يملك الاقحوان خواصاً مضادة للالتهابات من هنا وجوده في مستحضرات لعلاج التهاب الأغشية المخاطية والقرحة المعدية والتهاب القولون وأمراض الكبد يتمتع الاقحوان بخواص مهدئة للجهاز العصبي المركزي لذا نجده في بعض المستحضرات المعدة خصيصاً لكبح الهيجان الذي غالباً ما يكون وراء ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب. تفيد مستحضرات الاقحوان في علاج بعض المشاكل النسائية مثل تنظيم العادة الشهرية وتخفيف آلام الحيض وفي علاج تشققات عنق الرحم وفي التخفيف من احتقان الحوض. ان مزيجاً مؤلفاً من 10 غرامات من زهرة الاقحوان مع 10 غرامات من حمض النيكوتين لها أطيب الأثر في تدبير عسر الهضم والتقيؤات والدوخة والأرق.