أعلنت اريتريا استعدادها لترتيب مفاوضات في اسمرا بين الخرطوم ومتمردي دارفور وشرق السودان، مشددة على ان أي مساس بالشرق هو مساس بها، فيما أطلق متمردو الشرق أضخم مؤتمراتهم وسط استعراضات عسكرية وحضور لافت لوزيري الدفاع والخارجية ومسؤولي الحزب الحاكم في اريتريا. وشارك حوالي خمسة الاف من سكان شرق السودان مساء أول من أمس في افتتاح أضخم مؤتمرات المعارضة السودانية منذ انطلاقتها في شرق السودان في العام 1994. واعلن تنظيما"مؤتمر البجا"و"الأسود الحرة"تكوين"اللواء العسكري الموحد الأول"الذي قدم عرضاً لقوته العسكرية مع افتتاح فعاليات المؤتمر. فيما ساد التوتر أوساط المشاركين جراء قيام السلطات السودانية باعتقال العشرات من قيادات الشرق ومنع المئات من حضور المؤتمر الذي عقد في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. إلا ان المئات من مدن بورتسودان وكسلا والقضارف نجحوا في التسلل والوصول الى مكان المؤتمر. وشارك متمردو دارفور على مستوى قيادي من حركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"، اضافة الى"الحركة الشعبية"و"الحزب الشيوعي"و"الاتحادي الديموقراطي"و"التحالف الوطني - قوات التحالف"، و"التحالف الفيديرالي"و"حركة إنصاف المهجرين". الا ان اللافت كان مشاركة اريتريا بوفد رفيع للغاية ضم وزير خارجيتها علي سيد عبدالله، ووزير دفاعها الفريق سبحت أفريم، ومسؤول التنظيم في الحزب الحاكم الجبهة الشعبية عبدالله جابر، ومسؤول دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط محمد عمر محمود وقادة القطاع الغربي العسكريين. وقال جابر نيابة عن حكومته:"ان ما يمس السودان وبالذات في شرقه خيراً كان أم شراً، مساس بارتيريا وله تأثير عليها"، منوها"ان موقف اسمرا لا ينطلق من ردود أفعال أو انتهازية، بل هو موقف استراتيجي"، معلنا استعداد بلاده لرعاية"منبر شرق السودان"بأسمرا، ومعرباً عن تقديره لدعوة حركتي دارفور لاسمرا لرعاية منبرهما واعداً ببذل أقصى الجهود"من أجل سلام عادل وشامل في السودان". من جانبهم أعلن متمردو دارفور انهم رهن اشارة"البجا"و"الأسود الحرة"حتى ان دعا الأمر الى العمل العسكري، منددين بما أسموه"المجزرة البشعة"التي حدثت في بورتسودان قمع السلطات لتظاهرات مما أدى الى سقوط عشرات الضحايا قبل اسابيع. وذكروا ان حل اشكالات السودان يمر عبر أربعة مسارات هي المسار السلمي والقانوني والديبلوماسي والعسكري. وجددوا موقفهم من توحيد منبري الشرق ودارفور"درءاً للحلول الجزئية". وعلى صعيد متصل اكد زعيما الشرق موسى محمد أحمد رئيس"مؤتمر البجا"ومبروك مبارك سليم رئيس"الأسود الحرة"التزامهما السلام كأولوية. وذكرا بأن استعراض القوة كان رسالة ل"نظام الخرطوم"، ورفضا في الوقت نفسه منهج الاعتقالات ومنع الناس من حضور المؤتمر، وناشدا السكان الانضمام الى جبهتهما الموحدة. ويتوقع ان يخرج المؤتمر برؤية موحدة للتفاوض مع الحكومة في شأن مطالب شرق السودان.