قال الرئيس السوداني عمر البشير في احتفال لمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس الجيش السودان أمس: "نحن قادرون على انهاء التمرد في دارفور واحلال السلام والأمن وحماية وحدة البلاد وسلامتها". وأضاف: "ان أعداء السودان يؤججون التمرد في دارفور لاجهاض السلام في جنوب البلاد". إلى ذلك، ارجأ الاتحاد الافريقي لمدة 24 ساعة، نقل 150 جندياً رواندياً كان منتظراً وصولهم أول من أمس إلى دارفور. وينضم إلى القوة الرواندية عدد مماثل من نيجيريا ينتظر وصوله في 25 الشهر الجاري للسهر على حماية 90 من مراقبي الاتحاد في الاقليم. ورحب مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى السودان يان برونك بوصول القوة الرواندية. وقال إنه كلما زاد عدد الجنود الموجودين على الأرض، كلما زادت احتمالات بناء الثقة بين السكان، مشيراً الى احتمال نشر قوة تضم 2500 جندي في الاقليم. وأقر باستمرار القتال في دارفور بسبب تجاهل الميليشيات المتحالفة مع الحكومة أوامر رسمية بوقف هجماتهم، مشيراً إلى أن عدد النازحين الوافدين إلى المخيمات في تزايد يومي. وفي السياق ذاته، طالب القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم جيرالد غالوشي الحكومة بوقف الهجمات على المدنيين قبل نزع أسلحة ميليشيا "الجنجاويد"، ورفض اتهام بلاده بالسعي إلى اسقاط نظام الرئيس البشير. وشدد في حديث نشرته صحيفة "الصحافة" المستقلة أمس، على أن المطلوب بصورة عاجلة ليس نزع أسلحة الجنجاويد، وإنما وقف الاعتداءات على المدنيين. وفي أسمرا، بدأ وفد من الاممالمتحدة يضم مستشارين للشؤون السياسية والعسكرية والانسانية اجتماعات أمس مع قيادات "حركة تحرير السودان" و"حركة العدل والمساواة" تتعلق بالمفاوضات المرتقبة لحل الأزمة، وترتيبات انتشار قوات حفظ السلام، وضمان استمرار تدفق المساعدات الانسانية. وتبدأ السعودية اليوم تسيير جسر جوي اغاثي إلى السودان لمساعدة النازحين والمتضررين في دارفور. وأوضح رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي الدكتور عبدالرحمن السويلم أنه تم رصد حوالي اربعين مليون ريال سعودي ستمنحها المملكة في شكل مواد غذائية ومساعدات طبية وحفر آبار. وأشار إلى أن مركزاً سعودياً طبياً سيبدأ تشغيله في مدينة الفاشر. وأكد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر العربي في المملكة، عبدالله بن محمد الهزاع ل"الحياة"، ان الأمانة العامة للمنظمة تقوم بدور تنسيقي تناشد من خلاله المنظمات والجمعيات العربية إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين والنازحين في دارفور. إلى ذلك، منحت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في السعودية، مليوني ريال سعودي مساعدات عاجلة ومتنوعة للمتضررين في منطقة دارفور، استفاد منها عدد كبير من النازحين. من جهة اخرى، يغادر القاهرة إلى دارفور اليوم أول وفد شعبي عربي لتقصي الحقائق في الاقليم وإعداد تقرير ميداني عن الأوضاع في المنطقة. الجبهة الشرقية على صعيد آخر، رفض "مؤتمر البجا" أحد الفصائل المسلحة في شرق السودان، دعوة الحكومة ابناء المنطقة إلى وضع السلاح والعودة والمشاركة في مؤتمر لتجنب الحرب، فيما أكدت ثلاثة فصائل مسلحة في المنطقة ضرورة التفاوض مع الخرطوم في منبر واحد استناداً الى "اتفاق جدة الإطاري". وعبّر القيادي في "مؤتمر البجا" صلاح باركوين عن رفض أبناء الشرق دعوة الحكومة الى عقد مؤتمر لحل قضايا المنطقة ونبذ العنف. وعلمت "الحياة" أن فصائل "الحركة الوطنية الثورية" الذراع العسكرية للحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة رئيس المعارضة محمد عثمان الميرغني، و"مؤتمر البجا" وتنظيم "الأسود الحرة" قبائل الرشايدة ، عقدت اجتماعاً الجمعة الماضي في شرق السودان، متزامناً مع اتهامات الخرطوم لأسمرا بالعمل على فتح جبهة الشرق ودعم الفصائل المسلحة ومتمردي دارفور.