طالبت السلطة الفلسطينية الادارة الاميركية باعلان موقف رسمي من الاستيطان في الضفة الغربية، خصوصا في اعقاب اعلان السفير الاسرائيلي في واشنطن داني ايلون انه حصل على تأكيدات من وزارة الخارجية الاميركية بأن الرئيس جورج بوش ما زال ملتزما"التفاهمات"التي توصل اليها قبل عام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في ما يتعلق بضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الى اسرائيل في اطار اي تسوية نهائية للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. راجع ص 7 وكان متوقعا ان يصدر امس البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية بيانا يحدد سياسة الولاياتالمتحدة من الاستيطان، في وقت توقع مراقبون ان تلجأ الادارة الاميركية الى التمييز بين وقوفها وراء"تفاهمات بوش - شارون"في شأن ضم التكتلات الاستيطانية الضخمة الى اسرائيل، وبين معارضتها توسيع الاستيطان الجاري بشكل متسارع في الاراضي الفلسطينية. وهذا التمييز انعكس فعلا في تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس التي اكدت اول من امس لصحيفة"لوس انجليس تايمز"ان الخطط الاسرائيلية لتوسيع مستوطنة"معاليه ادوميم"في القدس"تتعارض وسياسة الولاياتالمتحدة، ويجب ان تتوقف بالكامل"لانها قد تهدد عملية السلام. وفي وقت لاحق، اوضحت رايس في مقابلة مع صحيفة"واشنطن بوست"ان"الالتزام او التأكيد"الاميركي الوحيد الوارد في رسالة بوش الى شارون هو ان الحدود النهائية للدولة الفلسطينية يجب ان تأخذ في الاعتبار الواقع السكاني على الارض، مضيفة ان هذا الواقع يشمل التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة. لكنها اكدت في الوقت نفسه ان"الطريقة التي سيؤخذ فيها هذا الامر في الاعتبار يجب ان يجري التفاوض عليها". كما اكدت ان الولاياتالمتحدة لا تدعم بناء مساكن جديدة في المستوطنات، موضحة ان معنى"تجميد الاستيطان"المطلوب من اسرائيل في اطار"خريطة الطريق"ما زال قيد النقاش. وفي اطار رد الفعل الفلسطيني على موضوع الاستيطان، دعا رئيس الوزراء احمد قريع الادارة الاميركية الى اتخاذ موقف واضح من مسألة ضم الكتل الاستيطانية، مشيرا خلال لقاء مع نواب في الكونغرس انه"لا يجوز استئناف مفاوضات الوضع الدائم باعلان الدعم لابقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت السيادة الاسرائيلية". من جانبه، اشاد الرئيس محمود عباس ابو مازن بتصريحات رايس ازاء الاستيطان، لكنه دعا الى ترجمتها الى افعال. وفيما الجدل محتدم في شأن الاستيطان، صادرت اسرائيل نحو 300 دونم من اراضي قريتي عزون وكفر ثلث في قلقيلية لصالح بناء مقطع جديد في الجدار الفاصل، وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر اسرائيلية ان العمل بدأ لاقامة بؤرة استيطانية في حي جبل المكبر الذي يطل على المسجد الاقصى، ليشكل ذلك حزاما استيطانيا ثالثا يطوق البلدة القديمة في القدس.