تقول إدارة بوش ان هزيمة صدام حسين وفرت فرصة لإنهاء الصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وان اقامة دولة فلسطينية في نهاية الأمر هي وحدها التي يمكن أن تنهي ذلك الصراع. ويتفق بنيامين أيلون، وهو وزير في حكومة ارييل شارون مع وجهة النظر تلك. لكنه يجدد رؤية طالما تمسك بها صقور اسرائيل المتدينون والعلمانيون بقوله ان الدولة الفلسطينية الجديدة يجب أن تقام في الأردن. ويضيف ايلون، وهو وزير السياحة، ان هذه "نافذة فرصة" كي تضم اسرائيل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة اليها. وتكتسب رواية ايلون هذه قوة جديدة بسبب التحالف الذي يزداد متانة بين أولئك اليهود الذين يحبذون قيام "اسرائيل كبرى" والمسيحيين المحافظين في اميركا. ويعي الساسة الاسرائيليون، بمن في ذلك رئيس الوزراء ارييل شارون جيداً وجود هذا التحالف بينما هم يدرسون رد فعلهم تجاه حملة الرئيس بوش الجديدة من أجل تحقيق السلام. والواقع ان القومية الدينية التي يعتنقها ايلون تكتسب اتباعاً في الولاياتالمتحدة بأسرع مما هي الحال في اسرائيل. ويرى ايلون أن الحرب على الارهاب انما هي معركة بين القيم اليهودية - المسيحية من جهة والقيم الاسلامية من جهة أخرى ومعتقدات الجانبين وطموحاتهما الاقليمية. ويقول ايلون مشيراً الى الفلسطينيين: "نستطيع ارغامهم على أن يفهموا - وسيفهمون - اننا أولاد اسرائيل واننا عدنا الى أرض اسرائيل". ووبخ شارون وزيره ايلون لترويجه لخطته في واشنطن بينما كانت الحكومة الاسرائيلية تقوم رسمياً باستعراض النهج الذي يدعمه بوش. ومع ذلك فقد دعا شارون وزيراً متحالفاً مع ايلون للمشاركة في اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول قبل نحو اسبوع. وكان هدف شارون من وراء ذلك لباول قوة المقاومة التي سيواجهها اذا اتبع "خريطة الطريق" التي تحبذها واشنطن وتقضي باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في غضون ثلاث سنوات. ولكن في حكم المؤكد ان بوش سيواجه، إذا طالب اسرائيل بأن تبدأ فوراً في تطبيق "خريطة الطريق"، كما يريد الفلسطينيون، اعتراضات من جهة أساسية مؤيدة له، تتمثل في المحافظين المسيحيين. ويقول غيرشوم غورينبيرغ مؤلف كتاب "نهاية الأيام: الأصولية والصراع على جبل الهيكل" ان "من الأرجح أن تسمع شخصاً من اليمين المسيحي يقول ان اسرائيل هي ملك اليهود أكثر من أن تسمع ذلك من ساسة اسرائيليين كثيرين، بما في ذلك اليمين الاسرائيلي. والكونغرس مليء بأناس يعكسون مثل هذا النوع من التفكير". ويرفض الأردن خطة ايلون وتبدو ادارة بوش باردة جداً تجاهها. وذهب ايلون الى الولاياتالمتحدة الشهر الجاري ليشجع السياح الاميركيين على السفر الى اسرائيل، وليروج لأفكاره في أوساط اعضاء الكونغرس والمسيحيين اليمينيين الذين هم أكثر المتحمسين لزيارة اسرائيل. واجتمع ايلون خلال رحلته مع النائب توم ديلاي تكساس زعيم الغالبية في مجلس النواب، الذي أشار الى الضفة الغربية بالاسم التوراتي "يهودا والسامرة". وقال غاري بوير، وهو رئيس مجموعة أبحاث محافظة اسمها "القيم الأميركية"، انه اعجب بما سمعه من ايلون وأن "المسيحيين المحافظين يعتبرون الضفة الغربية هي يهودا والسامرة وانها جزء من أرض اسرائيل"،لكنه شدد على أنه لا يؤيد "نقل الفلسطينيين بالقوة" الى خارج ديارهم. ويقول مستشارو شارون انه يتصور دولة فلسطينية تجزؤها الكتل الاستيطانية، وأن تقوم بعد سنوات طويلة من الحل الانتقالي وتكون على أقل من نصف الضفة الغربية. ويقول ايلون، وهو حاخام، ان اليهود اخطأوا بالتشديد على المشاغل الأمنية بدلاً من "جذورهم التوراتية في الأرض". ويضيف أن الانجيل هو نقطة لقاء المسيحيين واليهود، وأن نقاشهم يبدأ بالعهد الجديد. ويفضل ايلون التركيز على الأهداف المشتركة للديانتين المسيحية واليهودية، ويقول: "المسيحيون بقيادة بوش، واليهود في وجود دولة اسرائيل، لديهم نافذة فرصة ليوضحوا للعالم الاسلامي ان لدينا القوة، واننا هنا، لا بسبب القوة وانما بسبب الحق، وهذا أمر يجب أن يفهموه"!