رفعت الخطط الاسرائيلية التي أُعلن عنها امس في شأن توسيع الاستيطان قبل التوصل الى تفاهمات مع واشنطن، التوتر بين الجانبين الى مستويات جديدة، كما وضعت على المحك مصداقية ادارة الرئيس باراك اوباما التي سارعت الى التمسك بمواقفها المعلنة من الاستيطان، معربة عن «الأسف» لهذه الأنباء، ومؤكدة انها «لن تعترف بشرعية التوسع الاستيطاني». من جانبه، اعتبر الرئيس محمود عباس خلال زيارته لباريس ان الطرح الاسرائيلي «غير مقبول»، كما دعت باريس الى وقف الاستيطان واعتبرت ان هذه الخطط «تتعارض» والتعهدات الاسرائيلية وعملية السلام، فيما صرح الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا بأن «كل انشطة الاستيطان يجب ان تتوقف». ففي خطوة كانت بمثابة صفعة لجهود المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل، أعلن وزير الاعلام الاسرائيلي يولي ادلشتاين للاذاعة العبرية أن نتانياهو ابلغه انه سيوقع غداً على تصاريح بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في الضفة، في استباق لاي اتفاق او تفاهمات على «تعليق» البناء في مستوطنات الضفة لفترة محددة، علماً ان نتانياهو يشترط ايضا مواصلة بناء 2500 وحدة سكنية قيد التنفيذ، وإخراج القدس من اي تفاهمات. ومن غير الواضح اذا كان قرار نتانياهو يأتي في اطار الاستهلاك المحلي، ام في اطار تحدٍ جديد للادارة الاميركية واستجابة لضغوط المستوطنين والمتشددين داخل حزبه «ليكود» الذين اعلنوا انهم سيعقدون اجتماعات احتجاجياً الاربعاء المقبل ضد اي رضوخ للضغوط الاميركية. ويتوقع ان يعقد نتانياهو غداً اجتماعا ل «منتدى السداسية» الذي يضم اركان الحكومة الستة لاقرار تعليق البناء في المستوطنات، بعد ان يستمع المنتدى الى نتائج محادثات الوفد الاسرائيلي مع ميتشل في نيويورك اخيرا في شأن التفاهمات المتوقع بلورتها نهائياً في شأن تجميد الاستيطان. وسارعت واشنطن الى الرد بحزم، واعلن البيت الأبيض في بيان عن «أسفه للتقارير عن عزم اسرائيل الموافقة» على هذه الخطط، مشيرا الى أن «استمرار توسيع النشاط الاستيطاني يتناقض مع التزامات اسرائيل ضمن خريطة الطريق». وشدد على أنه «كما قال الرئيس (اوباما) سابقاً، لن تعترف الولاياتالمتحدة بالتوسيع الاستيطاني المستمر، ونحض على وقفه». وألمح البيان الى تفاصيل مفاوضات ميتشل مع الاسرائيليين لوقف الاستيطان، مشيرا الى «تقديره نية اسرائيل وضع قيود على النشاط الاستيطاني»، مضيفا أن المفاوضات ستستمر «لتعريف هذه القيود وتحديدها». وكرر البيان التزام الولاياتالمتحدة أمن اسرائيل، معتبرا أن «الطريق الأمثل لتحقيقه هو من خلال السلام الشامل في المنطقة وحل الدولتين». وأضاف أن أوباما «ملتزم بقوة على الصعيد الشخصي والسياسي هذا الهدف». وختم البيان بالاشارة الى أن واشنطن تريد «مفاوضات جدية في أسرع وقت باتجاه هذا الهدف (السلام الشامل)»، وأنها تعمل «مع الأطراف جميعاً (الاسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية) في شأن الخطوات التي يجب عليها (هذه الاطراف) اتخاذها لتحقيق هذا الهدف». يذكر ان الادارة الأميركية لم تلوّح بعد بخطوات حازمة مثل خفض المساعدات في حال لم تف اسرائيل بالتزاماتها، علماً ان ادارة الرئيس جورج بوش الأب كانت آخر ادارة مضت في هذا الاتجاه.