تجاوز عدد القتلى الامريكيين في العراق الالف بعد 18 شهرا على غزو الرئيس الامريكي جورج بوش لهذا البلد تحت مزاعم ازالة اسلحة الدمار الشامل وانهاء نظام صدام حسين الذي زعم انه يهدد الامن والسلام الدوليين. وقد اصبح غزو العراق قضية رئيسية في انتخابات الرئاسة الامريكية المرتقبة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل. وارتفعت خسائر الولاياتالمتحدة في الارواح في الاسابيع القليلة الماضية خاصة بين جنود مشاة البحرية في حين تخوض واشنطن حرب عصابات لا تظهر لها نهاية منظورة. ووصف جون كيري المنافس الديمقراطي لبوش والحاصل على وسام باعتباره من المحاربين القدامى في فيتنام ذلك بأنه معلم مأساوي. وأبلغ الصحفيين في كنتكي تضحيتهم نشعر بها على مستوى شخصي للغاية وقلوبنا وصلواتنا مع الاسر التي علمت مؤخرا بفقد احبائها. واعترفت وزارة الدفاع البنتاجون يوم الثلاثاء ان 998 جنديا أمريكيا قتلوا في العراق الى جانب ثلاثة مدنيين من العاملين بوزارة الدفاع. وأظهر أحدث احصاء أوردته الوزارة ان 6916 جنديا أمريكيا أصيبوا بجروح في الحرب. وأعلن الجيش الامريكي بالعراق امس الاربعاء أن جنديا أمريكيا قتل وأصيب آخر في هجوم على قافلة في ساعة مبكرة من صباح الاربعاء قرب بلدة بلد على بعد 80 كيلومترا شمالي بغداد. وبهذا يصل العدد الرسمي للامريكيين الذين قتلوا بالعراق الى 1002 على الاقل منذ بدء الحرب العام الماضي. وقال بوش أمام حشد في اطار حملته الانتخابية في ميسوري قبل صدور أنباء عن وصول عدد القتلى الى الالف ان الامريكيين يصلون من أجل القتلى وعائلاتهم. وأضاف وعدي لهم هو أننا سنكمل المهمة حتى لا تكون حياة الابن أو الزوج أو الزوجة قد راحت هباء... سنبقى هناك حتى اكمال المهمة ثم نعود لديارنا. وغزت قوات تقودها الولاياتالمتحدةالعراق في مارس اذار عام 2003 في حرب قال بوش في ذلك الوقت انها لتخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل. لكن لم يعثر على مثل هذه الاسلحة في العراق. ويركز بوش منذ ذلك الحين على مزايا الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين وسعيه لربط نظام صدام بتنظيم القاعدة الذي يتهم بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 دون جدوى. وفي الشهر الماضي أقر بوش لاول مرة انه وقع في خطأ في الحسابات بشأن مسار الحرب. وكان بوش قد أعلن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية بالعراق يوم الاول من مايو ايار عام 2003 . وسقطت الغالبية العظمى من القتلى الامريكيين في حرب العصابات الاقل كثافة التي اندلعت في الاسابيع التي أعقبت سقوط حكم صدام وانهيار الجيش. أصبحت أغلب أرجاء البلاد ساحات قتال. ولم يتراجع معدل سقوط القتلى الامريكيين منذ نقل السيادة لحكومة عراقية مؤقتة يرأسها رئيس الوزراء اياد علاوي يوم 28 يونيو حزيران الماضي. ففي يونيو قتل 42 جنديا أمريكيا وفي يوليو تموز قتل 54 وفي أغسطس اب قتل 66 جنديا. وسعى مسؤولون من ادارة بوش الى ادراج الالف قتيل الذين سقطوا في العراق في سياق الحرب على الارهاب.وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد للبنتاجون اذا أضفناهم الى الخسائر الامريكية على ساحات أخرى للحرب العالمية على الارهاب نجد أننا فقدنا أكثر بكثير من الالف بالفعل. وقال ان القوات الامريكيةوالعراقية قتلت ما يصل الى 2500 مقاتل في الشهر الماضي. ويحجم البنتاجون منذ حرب فيتنام عن اعلان خسائر العدو بعد تعرضه للنقد في ذلك الحين لاستخدامه هذه البيانات للمبالغة في تصوير نجاحات الجيش. لكن الجيش بدأ بشكل متزايد في تقدير خسائر المقاتلين العراقيين في الاشهر القليلة الماضية. وأقر ريتشارد مايرز الجنرال بالسلاح الجوي ورئيس قيادة الاركان الامريكية المشتركة بأن هناك قفزة في الفترة الاخيرة في أعداد الخسائر البشرية وأرجع ذلك الى المهاجمين الانتحاريين والهجمات غير المباشرة. وقال مايرز بات العدو يستخدم طرقا أكثر تعقيدا في مساعيه لزعزعة استقرار البلاد. وقال كيري الذي يتخلف عن بوش في استطلاعات الرأي ان الامريكيين يتأثرون بشدة بمقتل الجنود في العراق. وأضاف تضحيتهم لن تذهب هباء. نحن ملتزمون باتخاذ القرارات الصحيحة في العراق والقرارات الصحيحة بالنسبة لهم هنا في وطنهم وهذا هو السبيل الذي نكرم به تضحيتهم. ووصف كيري الحرب على العراق في الفترة الاخيرة بأنها الحرب الخطأ في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ مما أثار انتقادات جديدة من جانب بوش من انه يغير موقفه بشأن القضية.