قالت مصادر ديبلوماسية في الرباط ان وساطة قام بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك مهدت الطريق امام انعقاد القمة "المفاجئة" التي جمعت العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في نيويورك اول من امس، للمرة الاولى منذ اكثر من عامين. لكن وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية اوضحت أن اللقاء "لم يكن مدرجا ضمن برنامج عمل الرئيس بوتفليقة" وانه "جرى بناء على طلب من الطرف المغربي". وحضر اللقاء وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ونظيره الجزائري عبدالعزيز بلخادم ووزير الشؤون الافريقية والمغاربية الجزائري عبدالقادر مساهل. وجاءت القمة بعيد الاجتماع الذي جرى في نيويورك بين العاهل المغربي والرئيس الاميركي جورج بوش الذي نقل عنه قوله ان "حل قضية الصحراء لن يفرض على المغرب من الخارج" في اشارة الى صيغة القرار المحتمل لمجلس الامن الدولي في نهاية الشهر المقبل، خصوصاً أن المغرب سبق له ان ابدى تحفظات جوهرية عن مشروع قرار اميركي تداوله مجلس الامن في وقت سابق، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام معاودة الحوار بين الاطراف المعنيين. وأفادت مصادر جزائرية أن المحادثات تناولت العلاقات الثنائية وتفعيل اتحاد المغرب العربي في ضوء قمة الحوار الاوروبي المتوسطي المقررة قريباً في تونس، موضحة ان اللقاء سيمهد لاجتماعات اخرى بين الطرفين تمهيداً للقمة المغاربية. واضافت ان اللقاء جاء بعد يوم واحد من طلب بهذا الخصوص تقدم به الوزير المغربي بن عيسى إلى نظيره الجزائري بلخادم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان الرئيس بوتفليقة أكد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء أن شعب الصحراء الغربية "لا يزال ينتظر ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير بحرية ومن دون قيود طبقاً للشرعية الدولية"، لافتاً إلى أن الجزائر بتأييدها "مخطط السلام الخاص بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية" الذي كرسه أعضاء مجلس الأمن بالإجماع في تموز يوليو الفائت "سجلت مجدداً استعدادها لتقديم مساهمتها الكاملة في تسوية هذا النزاع في إطار احترام حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره بكل سيادة وعن طريق استفتاء نزيه وحر تنظمه الأممالمتحدة وتشرف عليه". أما الملك محمد السادس فقد جدد التأكيد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تمسك المغرب "بالطابع المغربي للصحراء الغربية". وبخصوص اللقاء الذي جرى بين بوتفليقة وبوش الثلثاء، قال بلخادم امس أنه بحث في تعزيز العلاقات الثنائية والوضع في منطقة المغرب العربي. وكشف في تصريح الى التلفزيون الجزائري أن اللقاء شمل أيضاً "الحديث عن تطورات الوضع في النزاع حول الصحراء الغربية" من دون أن يقدم تفاصيل اخرى.