وصف وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم الاتصالات بين بلاده والمغرب بأنها تندرج في نطاق"مساعي تعبيد للصيرورة العادية في علاقات البلدين". وقال بلخادم، لدى وصوله الى الرباط للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية لدول اتحاد المغرب العربي الذي بدأ اعماله مساء امس، ان الايام الثلاثة الاخيرة شهدت"تحركات مكثفة"بين البلدين الجارين، في اشارة الى استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس مجلس الامة الجزائري عبدالقادر بن صالح وتسلّم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة امس رسالة من العاهل المغربي. راجع ص 6 وتزامن اجتماع الرباط مع الذكرى ال16 لتشكيل الاتحاد المغاربي. وأبدت مصادر مطلعة في الجزائر اعتقادها بأن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قد تقدم بالتفاتة نحو المغرب برفع فرض تأشيرة الدخول على مواطنيه عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل بعدما رفعت الرباط هذا الاجراء قبل شهور. ومثل هذه الخطوة ستكون مبادرة حسن نيّة باتجاه الملك محمد السادس الذي يزور الجزائر الشهر المقبل للمشاركة في القمة العربية. ورأى بلخادم ان اعلان العاهل المغربي مشاركته في القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر في آذار مارس المقبل"يعكس تعدد فرص اللقاءات"معرباً عن"امله بتضافر جهود الخيرين من اجل ان تعود العلاقات الى سابق عهدها بين البلدين، ومشدداً على اهمية معاودة بناء جسور الثقة. ورأت مصادر ديبلوماسية في عودة الدفء الى العلاقات المغربية الجزائرية مؤشراً الى البدء في تفعيل مسار الاتحاد المغاربي المتعثّر منذ اكثر من عشرة اعوام، نتيجة تداعيات الخلافات بين المغرب والجزائر بسبب نزاع الصحراء وسريان مفعول اغلاق الحدود. لكن البلدين اهتديا في الفترة الاخيرة الى التطبيع الاقتصادي والتجاري من خلال تدشين خط جوي يربط بين وهران والدار البيضاء. واتفق رجال اعمال مغاربة وجزائريون على ترك الخلافات السياسية جانباً لاستمزاج حظوظ شراكة اقتصادية. الى ذلك درس وزراء الخارجية المغاربيون امس في الرباط تقارير اعدتها لجنة المتابعة في قضايا إجرائية ومالية وادارية لتفعيل دور الامانة العامة للاتحاد ووضع جدول زمني لاجتماعات اللجان القطاعية، كما بحثوا في الإعداد للقمة المغاربية المؤجلة.