ابقى تباعد المواقف بين المغرب والجزائر في شأن قضية الصحراء على الحذر ازاء المساعي المبذولة لمعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي وتحقيق قدر اكبر من التطبيع في العلاقات بين البلدين. ونقل القول عن وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم في ختام اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين أول من امس في الرباط ان بلاده تساند شعب الصحراء في تقرير مصيره. وان هناك تبايناً مع موقف المغرب في هذا الصدد. واعرب عن أمله في تعيين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان وسيطاً دولياً جديداً في النزاع، في شارة الى تحفظات جزائرية سابقة عن مهمة الوسيط الفارو دي سوتو الذي خلف وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر العام الماضي. لكن التباين لا يحول، بحسب اكثر من مصدر مغربي، دون احراز التقدم على صعيد البناء المغاربي. وقال مسؤول مغربي بارز ل"الحياة"ان القمة المغاربية المؤجلة ستنعقد في الجماهيرية الليبية التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد. لكن هناك اتجاهاً لعقد مشاورات بين القادة المغاربيين على هامش القمة العربية المقررة في الجزائر الشهر المقبل، خصوصاً ان العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد مشاركته فيها. الى ذلك، دعا وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى، بعد اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين في الرباط، الى"التفكير العميق في الواقع المغاربي والتغلب على الذاتية والسعي قدماً بروح التضامن والتآزر في معالجة القضايا وتجاوز الخلافات التي تعترض الاتحاد". ورهن تماسك الاتحاد المغاربي واستمراريته بتحقيق المصالح العليا للدول الاعضاء واحترام ارادة شعوبها. وقال بن عيسى ان اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين يسير في هذا الاتجاه. ومن جهته قال وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد ان الاخير"يملك كل مقومات وامكانات النجاح"، بينما اعتبر وزير الخارجية التونسي عبد الباقي العرماسي ان الاجتماع"يوفر لنا قدرة التقدم والبناء الجماعي في الوضع الدولي الصعب الذي يتطلب مجموعات كبيرة وقوية، ورأوا ان هناك المزيد من المؤشرات التي تبشر بانطلاقة جديدة للاتحاد. ووصف الامين العام للاتحاد الحبيب بولعراس نتائج الاجتماع بأنها"رد متجدد على الانشغالات المطروحة وتعبير عن التمسك الجماعي بالاتحاد كونه خياراً استراتيجياً لا رجعة فيه". وفي الجزائر، نسبت"وكالة الانباء الجزائرية"الى الوزير بلخادم أنه استبعد عقد قمة مغاربية قبل، لكنه شدد على استمرار المشاورات مع نظرائه المغاربيين وعلى ضرورة أن"نأخذ بعين الاعتبار التزامات ورزنامة رؤساء بلدان اتحاد المغرب العربي". واعلن بلخادم ان بلاده"ستشارك على كل حال في هذه القمة المغاربية سواء عقدت قبل أو بعد القمة العربية"لافتا إلى أن جدول أعمال هذه القمة سيتناول"تعزيز هيئات اتحاد المغرب العربي وتكثيف اللقاءات والتشاور المنتظم بين رؤساء الدول و وزراء الشؤون الخارجية". وفي السياق ذاته كشف مصدر جزائري مطلع ل"الحياة"وجود توافق بين وزراء خارجية دول الاتحاد على ضرورة عقد"قمة مغاربية"رمزية على هامش القمة العربية، على أن يتم خلالها تحديد موعد القمة. في السياق ذاته سجل تعليق رسمي وزعته"وكالة الأنباء الجزائرية"أنه بعد مرور 16 سنة على توقيع معاهدة تأسيس الاتحاد المغربي لم تتجاوز المبادلات البينية نسبة 2 في المئة من حجم المبادلات التجارية للدول المغاربية التي يفوق حجم مبادلاتها مع الاتحاد الأوروبي وحده 70 في المئة من إجمالي تجارتها الخارجية.