تعلمنا ونحن صغار انك حين توقد شمعة فهذا خير من أن تلعن الظلام، وتعلمنا ان كل ظلام الدنيا لا يستطيع ان يقهر ضوء شمعة وحين كبرنا أصبح اهتمامنا الأساسي هو لعن الظلام، وقليلة هي تلك الشموع التي أضأناها. لكنني رأيت كثيراً منها يوم ذهبت لزيارة قبر الرئيس رفيق الحريري. رأيت كثيراً من الورود والشموع، ورأيت شموعاً أخرى هي أشد على الظلام من كل لعناتنا، شموع التوحد من أجل لبنان تقهر ظلام الطائفية، شموع تكمل اضاءة درب الإعمار الذي سلكه الرجل، شموع تقول لقاتليه نحن في الطريق. لم أرَ لبنان الذي أكلته الطافية متوحداً يوماً هكذا. انها شمعة في ظلام المأساة، شمعة من أجل لبنان الذي لم يصدق أحد أنه سيعود، لكنه عاد وأصبح مركزاً مرموقاً قريباً مما كان. في اليوم نفسه كان الأستاذ عمرو خالد، الداعية الإسلامي المعروف، يبث من لبنان أولى حلقات المرحلة الثالثة من مشروعه النهضوي"صناع الحياد"، الذي يأمل فيه، على المدى المتوسط من خلال مشاركة آلاف الشباب في انحاء العالم العربي، الى مساعدة المتخصصين وبعض الجهات الرسمية، ومن خلال منظومة منهجية متكاملة وخطوات محددة، في أن تبدأ الأمة في النهوض في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في آن معاً. ان بداية هذه المرحلة من المشروع، التي تدشنها محاضرات ذات شهرة عريضة ومشاهدة واسعة في ارجاء العالم العربي، والذي كان مقرراً أن تبدأ يوم الاغتيال وتأجلت لتبدأ في ذكرى أسبوع على وفاته، انما تضيء بدورها شمعة تنير على درب الانماء والاعمار والأمل، درب الحريري. وهي شمعة أخرى له ومن أجله وفي بلده. وظني ان كل يد تشارك في هذا المشروع تضيء شمعة من أجل الأمة. ومن يدري، ربما يتحقق حلم الأستاذ عمرو ورؤيته، وتندمج تلك الشموع يوماً فتصبح شمساً تهزم الظلام هزيمة نهائية. مصر الجديدة - يحيى حسن عمر [email protected]