تصريح سلطان البازعي بشأن التعاقد مع مجموعة استشارية متخصصة لدراسة الخطط المستقبلية للسينما، لا يعدو كونه حلقة جديدة من مسلسل تركي ممل، لا يقدِّم، ولا يؤخر شيئاً في مجريات الأحداث القاتمة، التي لا تقول سوى شيء واحد فقط «يا ليل ما أطولك»! هذا التعاقد «الجديد- القديم» المتضمِّن توفير عدد من الدورات التدريبية المختلفة على أيدي خبراء من الخارج والداخل، ما هو إلا ميزانية ثقيلة سترهق جمعية الثقافة والفنون «الفقيرة أصلاً» بفواتير لن تقدِّم غير مزيد من اللاجدوى! فكلنا يعلم أن أفلامنا التي حصدت الجوائز في المسابقات العالمية والعربية لم تحتج لكل هذه اللِّجان، ولا لكل هذه الاستشارات، وأن الواقع الحقيقي للسينما يحتاج لخطوة شجاعة تتحدَّى النسق الاجتماعي المتناقض بين جواز «Home Cinema»، وحرمة «Cinemas»! أنا واثق تماماً أن البازعي- بخلافي- يحاول قدر طاقته أن يشعل شمعة، بدلاً من أن يلعن الظلام. ولكن البيت لم يعد مظلماً كما كان، ويكفينا كل تلك الشموع التي أضأناها طيلة تلك السنوات! فالوقت أصبح جاهزاً لفتح «عدَّاد» الكهرباء عالياً في وجه من يصرُّ على إبقائنا في العتمة، ذلك إن أردنا- فعلاً- ألا نقع تحت مقولة المناطقة الشهيرة «سالبة بانتفاء الموضوع»! فما حاجتنا للخطط «البايتة» إن كان طاقم «شمع أحمر» و«وجدة» و«آيس كريم» وغيرهم متقدِّمين عليها بسنوات ضوئية سرية جداً؟! إلا إن كان البازعي يقصد بتصريحه «السينما السرِّية»!