يتزايد عدد ملاعب الغولف في محيط المدن والمنتجعات السياحية التونسية لاستقطاب فئات عليا من السياح الغربيين واليابانيين. وبعد الملاعب التي أقيمت خلال العقد الماضي في كل من الحمامات وسوسة والمنستير وجربة، تم تعزيز الشبكة بملاعب جديدة في كل من طبرقة وتوزر وتونس، إضافة لإنشاء ملاعب أخرى في بعض المناطق مثل الحمامات حيث ما إنفك الطلب يتزايد ما سيرفع العدد الإجمالي إلى عشرة ملاعب. ويأتي تطوير هذا الفرع السياحي لتجاوز الخطط السابقة التي ركزت على تسويق الشمس والبحر لدى الفئات الشعبية من السياح الأوروبيين. وبالنظر الى محدودية إمكانات تلك الفئات تم التعويل في الدرجة الأولى على الكم لتأمين المردودية للوحدات الفندقية المنتشرة في المناطق الساحلية التي تعتبر العمود الفقري للسياحة في البلد مثل سوسة وحمامات والمنستير وجربة. إلا أن الإتجاه إلى فئات جديدة من المولعين بالسياحة الأثرية أو رياضة الغولف أو السياحة الإستشفائية أثبت أن استقطاب أعداد أقل من هؤلاء يعطي مردوداً أفضل من"السياحة الشعبية". وفي هذا الإطار أتت خطة إقامة ملاعب غولف في محيط المدن الرئيسية والتي ساعدت على تنشيط السياحة في الفصول التي تتزامن مع تراجع الأيام المشمسة. وقال مدير أحد الفنادق في منطقة طبرقة الجبلية المشرفة على البحر إن لاعبي الغولف الذين يأتون أساساً من ألمانيا يشكلون أهم الزبائن في فصل الشتاء. ويركز التونسيون حالياً على الأسواق الإسكندينافية لاستقطاب المولعين برياضة الغولف. وأظهرت إحصاءات حديثة أن أعداد هؤلاء السياح ارتفعت من سبعين ألفاً في 2003 إلى ثمانين ألفاً السنة الماضية، ويؤمل أن يرتفع مجدداً ليصل إلى تسعين الفاً السنة الجارية. ويعزى تزايد السياح السنة الماضية إلى سوء الأحوال الجوية في البلدان الإسكندينافية ما شجع كثيرين على مغادرة بلدانهم بحثاً عن الشمس في ملاعب الغولف التونسية. إلا أن ممثل"ديوان السياحة التونسي"في تلك المنطقة ناجي بن عثمان قال ل"الحياة"إن حصة تونس من السياحة الإسكندينافية لا تتجاوز حالياً 2 في المئة ما شجع على وضع خطط إعلانية واسعة تعتمد على المحطات الإذاعية والتلفزيونية واليافطات في المحطات ووسائل النقل للتعريف بالمقاصد السياحية المتوافرة في تونس. إلا أن العائق الأساسي أمام زيادة أعداد السياح يتمثل بوجود خط جوي واحد يربط بين تونس وأربعة بلدان إسكندينافية عبر رحلة أسبوعية وحيدة ما يضطر السائح للمرور عبر عواصم أوروبية أخرى وهو عنصر غير مشجع. ويفكر التونسيون بتعزيز خط تونس - كوبنهاغن - ستوكهولم برحلة ثانية، وإقامة خط جديد يصل إلى كل من هلسنكي وأوسلو طالما أن الدراسات أثبتت وجود أكثر من ألفي مسافر أسبوعياً على هذا الخط. كذلك أظهرت أن الإسكندينافيين يفضلون حمامات وسوسة وتراوح إقامتهم بين تسعة وعشرة أيام، إلا أن إنشاء ملعب للغولف في محيط واحة توزر الجنوبية يؤمل بأن يساعد في استقطاب الإسكندينافيين إلى مناطق جديدة بعيدة عن البحر، وسيكون الملعب جاهزاً في تشرين الأول أكتوبر المقبل. وإضافة الى الإسكندينافيين يسعى التونسيون الى استقطاب سياح مولعين بالغولف من أميركا واليابان، وقد قاموا بعمليات ترويجية في هذا الإطار ما زال مردودها غير معروف. لكن الواضح أن كثيراً من السياح اليابانيين والأميركيين أظهروا ولعاً خاصاً بملاعب الغولف فهم يغادرون فنادقهم في الصباح ليمضوا اليوم في ملعب الغولف القريب من المدينة. وتتكامل سياحة الغولف مع السياحة الثقافية التي تميل لها فئات عليا من السياح وبخاصة الأميركيين واليابانيين الذين يظهرون اهتماماً واضحاً بزيارة المدن التاريخية والمواقع الأثرية وهو ما يشجع على وضع خطط ترويجية في المستقبل تجمع بين نوعين متكاملين من السياحة وتقلل من الإعتماد على"السياحة الشعبية".