تسعى تونس الى تنويع منتوجها السياحي لاستقطاب فئات جديدة من الزوار وكسر دائرة السياحة البحرية التقليدية التي سادت منذ الستينات. وانتشرت في السنوات الأخيرة مراكز حديثة للمعالجة بالمياه المعدنية في مدينة الحمامات وضاحية قمرت شمال العاصمة تونس وصولاً الى جزيرة جربة جنوباً. كذلك اتجه التونسيون الى تطوير سياحة الكازينوهات لاستقطاب فئات عليا من السياح تكون أقدر على الانفاق من الفئات "الشعبية" الأوروبية التي تشكل حالياً الزبون الرئيسي للمنتجعات السياحية التونسية. وبعد فتح أول كازينوهين العام الماضي يتوقع فتح ثلاثة كازينوهات أخرى قبل الصيف فيما طرح مشروعان جديدان قيد الدرس ما سيرفع العدد قريباً الى سبعة كازينوهات ستكون موزعة على منطقة الحمامات وسوسة وجربة وضاحية قمرت. وتشمل الوحدات الجديدة مطاعم فخمة وفنادق راقية ومراكز ترفيه وألعاب ما ساعد على استقطاب أصناف من الزوار لم يعتد التونسيون عليها. واستطاع "الكازينو الكبير" في مدينة الحمامات اجتذاب ثلاثة آلاف سائح في شهر واحد. الى ذلك ركز التونسيون على استقطاب لاعبي "الغولف" وانشأوا سلسلة من الملاعب في المناطق السياحية الرئيسية سيما طبرقة وسوسة والحمامات وجربة، إلا انها لم تقتصر على المدن الساحلية وانما شملت كذلك الواحات البعيدة عن البحر وفي مقدمها توزر جنوب. وارتفع عدد ملاعب "الغولف" الى تسعة ملاعب. مليون الماني ويسعى التونسيون الى استقطاب مزيد من السياح الألمان الذين ما زالوا يتبوأون الرتبة الأولى بين زوار تونس. وفيما قدرت أعدادهم العام الماضي بپ853 ألف سائح يتوقع ان ترتفع الى مليون سائح الماني السنة الجارية 284 ألفاً في الشتاء و739 ألفاً في الصيف. وتنشط وكالات سفر كثيرة في فرنسا لتسويق المنتجعات التونسية ما سيؤدي الى استغلال أفضل للامكانات الواسعة المتاحة. وكان عدد السياح الفرنسيين ارتفع من 490 ألف سائح في الأشهر العشرة الأولى من العام 1996 الى 555 ألف سائح في الفترة نفسها من العام الماضي. وتولي تونس أهمية كبيرة لجذب مزيد من السياح البريطانيين بعدما أعطت الحملات الترويجية التي نفذتها في السنوات الأخيرة نتائج غير متوقعة. وأفاد مسؤول في "الديوان الوطني للسياحة" ان اعداد البريطانيين ارتفعت العام الماضي الى 250 ألف سائح أي بزيادة نسبتها 20 في المئة قياساً على الاعداد المسجلة في العام 1996. وتوقع ان ترتفع الى 285 ألف بريطاني السنة الجارية. وتؤمن ثلاث وكالات سفر هي "بانوراما" و"أيرتورز" و"تومسون" 80 في المئة من حجم التدفق السياحي البريطاني نحو تونس. إلا ان "الديوان التونسي" وضع خطة لتكثيف حملات الترويج في القنوات التلفزيونية والصحف البريطانية طيلة 1998. ويسعى التونسيون الى الخروج من دائرة الأسواق السياحية التقليدية في أوروبا الغربية وجذب سياح جدد من الولاياتالمتحدة وكندا واليابان وأوروبا الشرقية. وفي هذا السياق ضاعفوا حجم الاعتمادات المخصصة للحملات الاعلانية والترويجية التي يعتزمون اقامتها في البلدان الشرقية خلال السنة الجارية. ولوحظ ان اعداد السياح التشيكيين والسلوفاكيين ارتفعت العام الماضي الى اكثر من 70 ألف سائح، فيما سجل اقبال كبير من المجريين على زيارة تونس بعدما باتت 15 وكالة تتولى تنظيم الرحلات الى تونس للسياح المجريين. ويتوقع ان يتجاوز الحجم الاجمالي للسياح الذين سيزورون تونس السنة الجارية الحجم المسجل العام الماضي والذي قدر بأكثر من أربعة ملايين سائح دروا على البلاد ايرادات قدرت قيمتها بأكثر من 5.1 بليون دينار نحو 4.1 بليون دولار.