طالب رضا رباني قائد كتلة المعارضة في البرلمان الباكستاني بعقد جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ لمناقشة"التهديد الموجه للأمن القومي"بسبب تصريحات أدلى بها وزير الإعلام شيخ رشيد أحمد قبل أيام، وقال خلالها إن إيران حصلت على جهاز لتنقية اليورانيوم من الشبكة التي كان يديرها العالم النووي عبدالقدير خان. وقال رباني:"هذا الاعتراف لا يخلق مخاطر لباكستان فحسب، بل يعرض البرنامج النووي الإيراني إلى مخاطر أكبر بعدما وصلت المفاوضات بينها وبين الاتحاد الأوروبي إلى نقطة حساسة". وطالب نواب المعارضة إدارة الرئيس برويز مشرف بإقالة الوزير أو توضيح الأسباب التي استدعت الإقرار بأن إيران حصلت على نظام طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم. ويضعف تصريح الوزير الباكستاني موقف إيران الرسمي الذي يصر على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، خصوصاً أن تنقية اليورانيوم تمثل مرحلة متقدمة من عملية صناعة قنبلة نووية. دوافع أحمد ورفض الوزير أمس تقديم توضيح لتصريحه. لكن مراقبين باكستانيين ذكروا أن التصريح ربما كان محاولة لاستباق الإحراج الذي قد ينجم عن قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإعلان عن نتائج جديدة للزيارة التي أجراها مفتشوها لمنشآت نووية إيرانية في وقت سابق. وحرص الوزير أحمد على أن يذكر أن العالم النووي خان نقل التكنولوجيا إلى إيران"بمعزل عن الحكومة الباكستانية ومن دون علمها". إلا أن ثمة جانباً آخر للمسألة. فوزير الإعلام شيخ رشيد أحمد معروف عنه أنه يمثل وجهة نظر الصقور داخل المؤسسة الباكستانية الحاكمة التي يلعب الجيش دوراً رئيسياً فيها. وكان لافتا العام الماضي أنه شذّ عن موقف وزارة الخارجية الباكستانية عندما أصدر تصريحات تنتقد إيران بشدة عقب أزمة تسريب أسرار نووية التي اندلعت في شباط فبراير 2004 والتي تورط فيها العالم النووي خان. ووجه رشيد في أحد تصريحاته حينها اللوم إلى إيران، مشيراً إلى أن طهران ورطت خان والحكومة الباكستانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إبعاد الضغوط الدولية عن نفسها. ووجه رشيد انتقادات مماثلة وقتها إلى الحكومة الليبية.