من بين النقد الذي وجه إلى عمل إدوارد سعيد، وخصوصاً لكتابه"الاستشراق"، القول إنه استخدم النزعة الإنسانية الغربية، التي لا تخلو من مركزية أوروبية فاقعة، ليشن هجومه على مؤسسة الاستشراق. ومع أن إدوارد يدرك تمام الإدراك الشخصية المزدوجة للمذهب الإنساني الغربي في أزمنة التنوير، إلا أنه يصر في كتاب"الاستشراق"على ضرورة تخليص هذا المذهب من مركزيته الأوروبية وإعطائه بعداً كونياً . وهو من ثمّ يسعى إلى السير على هدي كل من الناقد الألماني إيريك أورباخ، صاحب كتاب"المحاكاة"، والفيلسوف والناقد الألماني ثيودور أدورنو، مضفياً مفاهيم التنوير المتعلقة بالإنسان وحقوقه السياسية على العالم غير الغربي. وهو بهذا المعنى يرغب في استخدام القيم الإنسانية الغربية ضد الميراث الإمبريالي في الثقافة الغربية، بل كنوع من العلاج لفشل ذلك الميراث في الاعتراف بالقيم التي تنطوي عليها الثقافات الأخرى غير الغربية"ومن ثمّ التشديد على القيم والحريات الإنسانية الحقيقية. إنه يقترح نسخة جديدة للمذهب الإنساني مشتقة من كتابات فرانز فانون الأخيرة حيث يعمد فانون في كتابه"معذبو الأرض"إلى تحرير الإنسانية الغربية من فرديتها النرجسية ونزعتها الذاتية الاستعمارية التي تبرر سيطرة الرجل الأبيض. لكن سعيد، على رغم النقد الذي تواصل لنزعته الإنسانية الإشكالية، بل المقاومة، شاء أن يختتم حياته بكتاب عن مذهبه الإنساني وتصوره لمعنى"الإنسانية"وشرح لنسخته الخاصة من"الديموقراطية"، مواصلاً ما بدأه في كتاب"الاستشراق"و"الثقافة والإمبريالية"، إضافة إلى كتبه الأخرى، وعدد كبير من الدراسات والمقالات التي كتبها على مدار ما يزيد عن ربع قرن، إلى يوم وفاته في 29 أيلول سبتمبر عام 2003. من هنا يبدو كتاب"الإنسانية والنقد الديموقراطي"، الصادر عن دار نشر فيرسو البريطانية نهاية العام الفائت، بمثابة تلخيص لأفكاره ورؤيته النظرية، وكذلك العملية، للنقد"إنه نوع من الوداع الأخير والتشديد على أفكار ورؤى عزيزة على نفس إدوارد سعيد، ونتاج سنوات طويلة من التعليم في جامعة كولومبيا في نيويورك. يضم الكتاب خمسة فصول"ثلاثة منها هي سلسلة محاضرات ألقاها إدوارد سعيد في جامعتي كولومبيا في الولاياتالمتحدة وكيمبريدج في المملكة المتحدة، خلال فترة تلقيه العلاج الكيميائي ضد سرطان الدم الذي أصيب به في بداية تسعينات القرن المنصرم. أما الفصل الرابع فهو مقدمة كتبها سعيد للطبعة الجديدة من كتاب إريك أورباخ"المحاكاة"الذي نشرته مطبعة جامعة برينستون عام 2003، فيما يتناول الفصل الخامس دور الكتاب والمثقفين العام، وهو محاضرة ألقاها سعيد في جامعة أكسفورد عام 2000 وقد نشرته من قبل مجلة"ذا نيشن"الأميركية التي كان إدوارد ناقدها الموسيقي. وينبغي التنويه أيضاً بأن هذه الفصول كتبت في الفترة التي وقعت فيها أحداث 11 أيلول 2001، ما أحدث تغيراً جذرياً في المناخ السياسي في أميركا والعالم، وقاد إلى غزو افغانستان، وشن الحرب على ما يسمى الإرهاب، واحتلال العراق. ويرى سعيد في تقديمه لكتابه أن هذا الوضع ألهب العلاقة بين الغرب والإسلام، ما جعل هذه الفصول الخمسة تنوء تحت ثقل الوضع الجيو - استراتيجي المحتشد بالصراع والعداء المتصاعد بين العالم الغربي، وخصوصاً الأميركي منه، والعالمين العربي والإسلامي. وعلى رغم أن إدوارد سعيد يرى أن الثقافات تتفاعل وتتشارك بدلاً من أن تتصارع، فإن الواقع الراهن يدخل هذه الثقافات في جدل حاد حول أطروحة صمويل هنتنغتون التي تقول بصدام الحضارات، وهي أطروحة يمقتها سعيد ويصفها بالجهل والانطلاق من رؤية عرقية للعلاقة بين الذات الغربية والآخرين من الشعوب والأقوام والأعراق المختلفة، كما أنها تنبني على مصادر ثانوية وضحلة من المعارف، وتستند إلى التقارير الصحافية والتحليلات الهامشية والدعائية، ما يجعلها بعيدة كل البعد من الرؤية المعرفية للباحثين الكبار وأصحاب الرؤى الاستراتيجية. انطلاقاً من هذا التصور الإنساني للثقافة والعلاقة بين الحضارات يقر سعيد أنه عاش معظم سني نضجه في الولاياتالمتحدة، وأنه عمل طوال العقود الأربعة الأخيرة من حياته معلماً وناقداً وباحثاً بصفته إنسانياً ممارساً الإنسانية والنقد الديموقراطي، ص: 1. كما أنه يحدد موضوع كتابه الأخير بالعلاقة التي تربط المذهب الإنساني والممارسة النقدية في وقت تمر البشرية بحال من انعدام التوازن والحروب وكل أنواع العنف والإرهاب. ف"منذ الحادي عشر من أيلول أقحمت كلمتا الرعب والإرهاب في وعي الناس بإلحاح غريب. وفي الولاياتالمتحدة كان التشديد الأساس على التمييز بين خيرنا وشرهم. إنك إما أن تكون معنا أو ضدنا، كما يقول جورج بوش. إننا نمثل ثقافة إنسانية"أما هم فيمثلون العنف والكراهية"ص: 8. في السياق السابق من المواجهة والتوتر المشحون في المحيط السياسي والثقافي الأميركي والكوني، الذي يكتب إدوارد سعيد انطلاقاً منه، يموضع المفكر الراحل الكبير رؤيته لضرورة تأهيل التيار الإنساني في النقد والإنسانيات، وإعادة النظر في ما دمرته الثورة البنيوية وما بعد البنيوية في العلوم الإنسانية الغربية خلال ستينات القرن الماضي وسبعيناته. ففي تلك المرحلة التي ازدهر فيها الفكر الفرنسي للبنيوية، ومن ثمّ تيارات ما بعد البنيوية، في الجامعات الأميركية والبريطانية، على أنقاض التيار الإنساني التقليدي، جرى التشديد على موت الإنسان، وكذلك على موت المؤلف، وبروز تيار معاد للنزعة الإنسانية في أعمال كل من كلود ليفي شتراوس وميشيل فوكو ورولان بارت ص: 9. يتناقض هذا المشروع بالطبع مع مشروع التنوير الغربي وفلسفته الإنسانية التي تضع في مركز اهتمامها وبحثها الإنسان الفرد، ويصبح الإنسان موضوعاً للقوة وآليات عملها، كما تظهر كتابات ميشيل فوكو الذي استفاد سعيد من عمله على الخطاب وآليات عمله في كتابه"الاستشراق". لكن على رغم تأثير فوكو الواضح في عمل إدوارد سعيد، خصوصاً في"بدايات"و"الاستشراق"، إلا أن سعيد نأى بنفسه عن الرؤية الكلية المناهضة للنزعة الإنسانية التي تغوص عميقاً في عمل ميشيل فوكو، وآثر أن يأخذ من فكر الأخير جوانبه التقنية من دون المنظور الكلي لعلاقة الإنسان بالسلطة وطرائق عملها. ظل سعيد مؤمناً بالنزعة الإنسانية وأفكار التنوير التي تدعو إلى العدالة والمساواة والتحرر والتعلم، وأن مثل هذه الأفكار قد ساعدت البشرية على مقاومة الحروب غير العادلة والاحتلال العسكري والظلم والاستبداد ص: 10. انتقد عمل سعيد هذا التعارض القائم في عمله، بسبب الشرخ العميق الذي يشق"الاستشراق"وكذلك"الثقافة والإمبريالية"من الداخل. ففي هذين الكتابين يدرس سعيد أشكال التمثيل وآلياته ويشير إلى كيفية تحول المستشرق أو الكاتب في ظل الإمبراطورية، إلى حامل للخطاب ومتفوه باسمه، ربما من دون أن يدري. لكن صاحب"الاستشراق"سرعان ما يشدد على النزعة الإنسانية طارحاً جانباً رؤية ميشيل فوكو المتشائمة للتاريخ الإنساني وعدم قدرته على تمييز أي إمكان للمقاومة في غابة علاقات القوة والمعرفة والخطاب المتشابكة التي يصعب شق طريق للخروج منها. النقد والنزعة الانسانية يكتب إدوارد سعيد في"الإنسانية والنقد الديموقراطي"مدافعاً عن علاقته بالنزعة الإنسانية في النقد، ومبرراً كون هذه النزعة لا تزال صالحة للاعتناق في بداية قرن يشهد حروباً عرقية وصداماً مزيفاً بين الثقافات: "يمثل التغيير قوام التاريخ الإنساني، كما أن التاريخ الإنساني، الذي يصنعه الفعل الإنساني، ويفهم استناداً إلى هذه الفاعلية، هو الأرضية التي تقوم عليها الإنسانيات. لقد آمنت من قبل، وما زلت أؤمن، أن في الإمكان انتقاد المذهب الإنساني باسم المذهب الإنساني، وأن المرء، على رغم معرفته الأكيدة بمفاسد هذا المذهب وسوء استعمالاته من المركزية الأوروبية والإمبراطورية، يستطيع أن يصوغ نوعاً مختلفاً من النزعة الإنسانية التي ظلت كونية الطابع ومشدودة إلى النص واللغة بطرق قادرة على استيعاب دروس الماضي، لنقل تلك التي نستمدها من إريك أورباخ وليو شبيتزر، وحديثاً من واحد مثل ريتشارد بوارييه، في الوقت الذي نظل في حال تساوق مع الأصوات الجديدة وتيارات الحاضر التي يشكل أكثرها المنفيون والمهاجرون ومن لا بيت لهم، وكذلك الأميركيون. في ما يتعلق بغرضي هنا، فإن قلب النزعة الإنسانية ينطوي على فكرة الدنيوية التي تقول إن العالم التاريخي يصنعه الرجال والنساء..."ص: 10 - 11. يردد إدوارد سعيد في كلامه السابق صدى جيوفاني باتيستا فيكو 1668- 1744 في كتابه"العلم الجديد"الذي يشدد على أن البشر يعرفون فقط ما يصنعون، وأن رؤيتهم للأشياء تتطابق وزوايا نظرهم، وأن معرفة البشر التاريخية تستند إلى طاقاتهم القادرة على صنع المعرفة لا على امتصاصها بصورة سالبة. ويمد سعيد هذه الرؤية لتصبح"النزعة الإنسانية اكتساباً للشكل من خلال الإرادة والفاعلية البشريتين"ليست الإنسانية نظاماً أو قوة لا شخصية كالسوق أو اللاوعي..."ص: 15. وتتواءم هذه الرؤية مع تشديد إدوارد سعيد على دنيوية النصوص وعلمانية المقاربة النقدية بصورة تقترب من نسخة النزعة الإنسانية التي ينادي بها في معظم كتبه، حتى في"الاستشراق"الذي درس فيه علاقة الخطاب بالقوة واختبر نظرية ميشيل فوكو في الخطاب. بغض النظر عن التعارضات التي تقيم في عمل سعيد، في ما يتعلق باستئناسه نوعاً من المذهب الإنساني، أو خطاب التنوير الغربي، فإننا فيصدد رؤية مثالية، كونية، لتلاقح الثقافات وتفاعلها وتكوكبها حول أفكار محددة خاصة بالعدالة والتسامح ونبذ الاستبداد والدعوة إلى مقاومة الهيمنة، والاستعمار والكولونيالية، في زمن يعود الاستعمار العسكري والاحتلال المباشر إلى إملاء الإرادة على الشعوب المستضعفة. إن النسخة الإنسانية التي يطالب بها سعيد هي تلك التي يتحدث عنها ليو شبيتزر في كتابه"اللسانيات والتاريخ الأدبي"1948 الذي يعرف المختص بالإنسانيات أنه ذلك الشخص"الذي يؤمن بقوة العقل البشري على فحص العقل البشري". وينفي سعيد عن النزعة الإنسانية في النقد والتفكير أن تكون ذات طبيعة انسحابية أو إقصائية، لأن عملية التفحص النقدي للعمل الإنساني والطاقات الإنسانية الخاصة بالتحرر والتنوير، وحتى للقراءات والتمثيلات الخاطئة للماضي والحاضر الجمعيين، هي غاية هذه الرؤية الإنسانية النبيلة. يستند إدوارد سعيد في نسخته الجديدة من النزعة الإنسانية في النقد والفكر والفلسفة إلى تغير السياقات الحضارية والثقافية في عالم اليوم. ففي نهايات القرن التاسع عشر كان نقاد الأدب، ومن بينهم ماثيو أرنولد وت. س. إليوت ونورثروب فراي، وعدد كبير من أتباعهم، ينطوون على نزعة أوروبية مركزية"بل إنهم كانوا ذكوريين في توجهاتهم، يشددون على حدود الأنواع الصارمة، أو على الأنماط البدئية كما يسميها فراي. وفي الوقت نفسه لم يكن هؤلاء النقاد معنيين بتعيين الشروط التاريخية أو السياسية أو الاقتصادية أو الأيديولوجية التي ساعدت على ظهور الرواية أو الدراما. وكما يشدد سعيد، فإن هؤلاء النقاد، الذين ينتمون إلى ميراث التنوير الغربي الإنساني، لم يذكروا في كتاباتهم أي شيء عن كتابات النساء أو الأقليات أو عالم الفاعلية الإنسانية الممتدة ص: 39. تغير الوضع في زماننا تبعاً للتغيرات الديموغرافية التي أصابت الغرب نفسه، كنتيجة للهجرات المتعددة التي تعد الطابع الذي يسم العالم اليوم. كما تغير حال البشر بسبب الطابع العولمي للكون، ودخول الإنترنت إلى مؤسسات وبيوت لا حصر لها، بحيث أصبح الفضاء التخيلي والواقع الافتراضي جزءاً من جسم المعرفة البشرية. يمفصل إدوارد هذا التغير الذي أصاب بعصاه السحرية البشر والأشياء قائلاً إنه بدأ التعليم في جامعة كولومبيا منذ عام 1963، وكان طلابه في تلك الفترة ذكوراً بيضاً لكنهم صاروا في بداية القرن الحادي والعشرين ذكوراً وإناثاً متعددي الأعراق. في الوقت نفسه تغيرت المقررات الجامعية، التي كانت تفرض على الطلبة، من الآداب التي تنتمي الى الإرث الثقافي الإغريقي والروماني والعبري، إلى تعددية ثقافية تضم، إلى جانب ذلك الإرث الغربي الأبيض، نصوصاً وثقافية كانت مهملة وأصبحت جزءاً من المقررات الدراسية التي ساهم أشخاص مثل إدوارد سعيد في تثبيتها كجزء أساس من تعليم الإنسانيات في الجامعات الأميركية خصوصاً، والغربية عموماً. ويذكر إدوارد انه، وجيله، تعلموا على أناس مثل ت. س. إليوت، وجورج لوكاش، ور. ب. بلاكمور، ونورثروب فراي، وريموند وليامز، ورينيه ويليك، وكلهم تقريباً كانوا يقيمون، على الصعيد العقلي والجمالي واللغوي والمعرفي، في العالم الأوروبي أو في منطقة شمال الأطلسي"كما أن صلتهم بالكلاسيكيات الغربية، أو الكنيسة أو الإمبراطورية أو التقاليد الثقافية أو الأدوات الأيديولوجية أو النصوص المقررة في التعليم الجامعي، جعلتهم يفضلون النصوص الغربية وينتسبون الى المركزية الأوروبية ص: 44. المساءلة والمعرفة يقترح إدوارد سعيد للخروج من دائرة المركزية الأوروبية الجهنمية، التي جعلت فرانز فانون يعلق قائلاً إن نصب المذهب الإنساني الإغريقي - الروماني يتداعى في المستعمرات، وأن يتم نقد النزعة الإنسانية الغربية من الداخل، بصفة ذلك النقد شكلاً للحرية الديموقراطية ونوعاً متصلاً من المساءلة ومراكمة المعرفة حول الوقائع التاريخية لعالم ما بعد الحرب الباردة، وتشكيلاتها الكولونيالية، والامتدادات الكونية لأميركا، الدولة العظمى الوحيدة في العالم الآن ص: 47. إنه نوع من الانقضاض على تركة المذهب الإنساني بتواطؤاته الإمبراطورية وعلاقة المعرفة فيه مع القوة والخطاب الإمبريالي في القرنين التاسع عشر والعشرين، واستبدال ذلك المذهب بنقد ديموقراطي ومعرفة إنسانية ذات طبيعة كونية. ولا يتم ذلك إلا عبر الاستعانة بميراث الأمم الأخرى غير الغربية. يضرب سعيد على هذا النوع من الاستعانة المعرفية مثلي الإسناد والاجتهاد في المعرفة العربية الإسلامية، حيث يمكن الناقد أن يعد القراءة عملية مفتوحة قائمة على تراكم المعرفة، وهو يجدل هذا النوع من القراءة، التي تعود إلى الأصول وتطمح إلى الاجتهاد في رؤيتها النقدية، مع قراءة النقاد الأميركيين الجدد الدقيقة الممحصة وميراث التأويل الذي يمثله كل من شبيتزر وإريك أورباخ والاستقراء والعناية بالتفاصيل الدقيقة التي توصلنا إلى الكليات. لكن القراءة النقدية لا تكتمل هنا، فعلى الناقد الإنساني أن يواجه قوى العولمة والطموحات الإمبريالية والليبراليين الجدد الذين يشنون حرباً شعواء على قيم الديموقراطية والمساواة، ويخربون البيئة، انطلاقاً من جشعهم الاقتصادي وسيطرتهم على عدد من المؤسسات الضخمة، الاقتصادية والإعلامية. إن هذا التركيب، الذي يقترحه سعيد، من النزعة الإنسانية، التي جرى تخليصها من مركزيتها الأوروبية وتواطؤها مع الإمبراطورية والإمبريالية، هو بمثابة الوعي الذي يمكنه توفير تحليل ضدي لعلاقة فضاء الكلمات وأصولها المختلفة وطرق استعمالها في الفضاء الفيزيائي والاجتماعي. وهو الوعي نفسه الذي يعمل على تتبع علاقة النص في أشكال استنسابه أو مقاومته، ببثه وقراءته وتأويله"بمروره من الحيز الخاص إلى الفضاء العام، من الصمت إلى الصوت، وبالعكس. ص: 83. ويختتم إدوارد كتابه بهذه الكلمات.