ملوك جاز"نيو اورليانز"في دبي ونانسي عجرم أيضا، وما كان على محبي أغاني البلوز والفلامنكو والأفرياكانو وعاشقي مغنية"أخاصمك آه"في الوقت ذاته، إلا أن يتنقلوا بين المكانين متحملين عناء زحمة السير التي تخنق شوارع دبي كل يوم وتزداد صخبا في نهاية الأسبوع. غنت نانسي عجرم في صالة المعارض الكبرى قرب المطار ورقص على إيقاع غنجها المئات من الحضور الذين كانوا يهتفون باسمها بصوت عال وحماسة كانت لتتسبب في"عرقلة مسار الطائرات في سماء الحفلة"، على حد تعبير أحد"المهووسين"بنانسي ممن حضروا الحفلة وبحّ صوتهم لكثرة الهتاف، بينما تمايل مئات آخرون طوال تسع ساعات متواصلة على أنغام الجاز في"نادي دبي للطيران". ودعما لضحايا إعصار كاترينا الذي قتل الآلاف وشرّدهم الشهر الماضي في ولاية نيو اورليانز في الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث ولد فن الجاز، صدح أكثر من 14 مغن، بينهم فائقي شهرة أتوا خصيصا من نيو اورليانز، وبعضهم الآخر من المحترفين الذين يقصدون عادة نوادي دبي وحاناتها. وكان لملوك الجاز قصصهم الشخصية مع الإعصار كاترينا الذي نال من بيوتهم ومنازل أهاليهم وأقربائهم وأصدقائهم. ومن بين هؤلاء الشهير ريمي إليوت Remy Elliot الذي قال"للحياة"، مستخدما حس الدعابة السوداء الذي اشتهر به:"لقد وجدت أختي عائلة من السلاطعين تعوم في سريرها، لكنها قالت أنها كانت أصغر من أن تطهوها في قدر ساخن". بين الإعصار وعبدالوهاب ومن المعروف عن إليوت انه ترك مهنة الهندسة التي درسها منذ أكثر من أربعين سنة ليغني مع أسطورة الجاز ألبرت كينغ Albert King ومن ثم طوال السنوات اللاحقة مع شاكا خان ودكتور جون وغيرهم الكثير من مغني الجاز العالميين. وبالإضافة إلى إليوت كان هناك دون ماك Don Mack الذي وصف مشاركته في الحفلة الذي عاد ريعها لنشاط الصليب الأحمر في إنقاذ ضحايا الإعصار:"كان من الصحب عليّ أن أجد أمي حزينة من أجل فقدانها بيتها وهي في عمر الخامسة والسبعين. هذا صعب من الناحية الروحية، لكننا عائلة قوية وسوف نتجاوز الأمر". أما نانسي فقد غنت أغانيها المعروفة، كما غنت"يا واد يا تقيل"للراحلة سعاد حسني و"ابتدى المشوار"للعندليب الأسمر. ولم يقتصر نشاطها على الحفلة بل تعداه لغداء مع الإعلاميين وزيارة لمستشفى الوصل حيث التقت جمهورها من الأطفال الذين يعاني بعضهم أمراضاً مستعصية مثل التلاسيميا أو نفسانية مثل التوحّد. وفور دخولها الى المستشفى خلعت نانسي حذاءها واتجهت الى طفل في عمر الثالثة لتحتضنه. على كتفها اتكأ كأنه يشتم عطرها. وفي حصار الأضواء والعيون استغرقت نانسي في مداعبته وملامسة شفتيه ودغدغته. الكيمياء بينهما تجلت أمام الصحافيين الذين راحوا يسأولوا عن هوية من خطف قلب نانسي فقيل لهم أن اسمه محمد عبد الوهاب! وأمضت نانسي في دبي ثلاثة أيام، كما أتيح لجمهور الحفلة التي نظمتها شركة مشروبات الغازية أن يشترك في مسابقة تجارية تؤهل الفائزين، من مختلف الدول العربية، لقضاء ليلة مع نانسي لا تتضمن فقراتها... غير العشاء!