أطلق «المركز الوطني الأميركي للأعاصير» انذاراً باقتراب إعصار مداري جديد من أراضي البلاد، بعد دخوله منطقة جزر الكاريبي متوجهاً إلى ساحل شرق فلوريدا «عاصمة الأعاصير» التي تعرضت قبل منتصف القرن إلى ما يقارب 110 أعاصير استوائية، كلفتها بلايين الدولارات. ويرجح خبراء الأرض أن يقظة «النينيو»، وهي ظاهرة مناخية عالمية تحدث نتيجةً لارتفاع درجة حرارة سطح البحر في المحيط الهادي، وتظهر بين كل أربعة أعوام، أو كل 12 عاماً، مسببة موجة جفاف وارتفاع درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة، أعادت إلى جنوب شرقي آسيا وشرق أفريقيا واستراليا وأميركا موجة من أعاصير استوائية. وتؤدي الأعاصير إلى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في المناطق الساحلية والمنخفضة وخسائر مادية وبشرية. وكان آخرالأعاصير هذه السنة، «جوني» الذي اجتاح الفلبين في 21 آب (أغسطس) الماضي، وأهلكها بالخسائر المادية والبشرية. في سياق متصل، أحيت نيو أورليانز الأميركية، السبت الماضي، ذكرى مرور عشرة أعوام على الاعصار «كاترينا» الذي اجتاح ولاية لويزيانا، وتسبب في سيول غمرت 80 في المئة من المدينة. وشهدت الولاية تأبين ما يزيد على 1500 من سكان المدينة الذين لاقوا حتفهم بسبب الإعصار وتبعاته؛ وبدأت المراسم بوضع أكاليل الزهور على واحدة من أقدم المقابر في المدينة التي وضع فيها نصب «كاترينا». ونشر موقع «ماشابل» الإلكتروني صوراً للولاية بعد عشر سنوات من الاعصار، تحت اسم «كاترينا: بعد عشر سنوات». ونشر البيت الأبيض على صفحته الرسمية على موقع «تويتر»، فيديو للرئيس باراك أوباما في خطابه للمواطنين هناك، مشيداً بجهود نيو أورليانز في إعادة الإعمار الذي تشهده بعد عشر سنوات من الإعصار. وقال أوباما: «أنتم ألهمتم أميركا»، مضيفاً أن «ما كان في ذلك الوقت كارثة طبيعية، أصبح في ما بعد كارثة من انتاج الانسان، خصوصاً بعد فشل الحكومة في حماية المواطنين». وعلى وسم خاص بذكرى الإعصار «#كاترينا_10»، أشادت الرئيسة السابقة للكونغرس نانسي بيلوسي، بجهود المواطنين قائلةً: «شكراً نيو أوليانز للتجديد الذي ألهم أميركا»، وأضافت أن «بعد عشر سنوات من كاترينا، علينا اليوم أن نتذكر اجتماع الناس لإعادة بناء نيو أورليانز، ونتذكر أولئك الذين فقدناهم». وأكد لاعب كرة القدم الأميركية مالكولم جنكينز أن «الحب ينتصرعلى كل شيء»، وقال: «أنا أحب نيو أوليانز، لكن الأهم حب الناس الذين يعيشون فيها»، في إشارة إلى العنصرية التي ما زال يشعر بها المواطنون في نيو أوليانز، إذ تكسب أسرة متوسطة الحال من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية نصف ما تكسبه أسرة متوسطة الحال من الأميركيين البيض في المدينة.