كاد حضور نانسي عجرم في مهرجان جرش، يثير نوعاً من الفضيحة على مستوى النخبة المثقفة في البلد، في حين تشجّم جمهور عرمرمي عناء "السفر" إلى جرش لمشاهدة المغنية التي وقفت تغني في ظلال المدينة الأثرية التي شيدها الرومان قبل زهاء ألفي عام. وأثارت مشاركة عجرم في "جرش" اعتراضات كثيرة، ونقاشات حادة أفسدت شيئاً من فرحة النجاح الذي كلل دورة هذا العام. مع العلم أن الحفلة التي أحيتها نانسي حققت مردوداً مالياً يغطي العجز في موازنة المهرجان التي تقترب من 330 ألف دولار أميركي. ورأى المنتقدون أن "عجرم لا تليق بمهرجان يدافع عن الطرب الأصيل". ورأى آخرون أن "جرش" غدا محطة لاستضافة النجوم الذين يقيمون قنطرة بين الطرب الأصيل والأغنية الشبابية، لذا وجب عليه أن يظل متمسكاً بتقاليده مهما كلفه الثمن. واعتبر أحد النقاد أن "الامتثال لإغراءات شباك التذاكر، ينطوي على مقامرة غير محسوبة العواقب، أقل علاماتها ما جرى في أمسية عجرم التي لم تقوَ على الغناء لساعة واحدة فقط من أغنياتها الخاصة، فاعتراها الارتباك ونشّز صوتها، وذهبت الى المنطقة التي جاء جل الجمهور من أجلها، أي لعبة الاغراء!". ودافع آخرون عن تعددية الأذواق، وحق المهرجان في خلق التوازنات، وتمثيل كل الاتجاهات الفنية الموجودة على الساحة العربية. لكن زيارة نانسي عجرم ستبقى في ذاكرة جرش، أياً كانت طريقة حسم النقاش، مرادفاً للفضيحة والضجّة الاعلاميّة والاغراء...