قررت محكمة البدايات الجزائية اليمنية المتخصصة بقضايا أمن الدولة، النطق بالحكم في قضية 11 يمنياً اتهموا بالانتماء الى تنظيم"القاعدة"في 21 آذار مارس الجاري، وذلك في نهاية جلسة المرافعات الختامية التي عقدت امس. وكانت المحكمة عقدت ست جلسات حضورية، بدءاً من الثاني عشر من شباط فبراير الماضي، وشهدت مرافعات ساخنة بين هيئة الدفاع التي شكلتها المحكمة وبين ممثل المدعي العام الذي اتهم اعضاء المجموعة بتشكيل عصابة مسلحة، والتخطيط لأعمال تخريبية داخل اليمن وخارجه، وحيازة اسلحة ومتفجرات، والسفر الى افغانستان للتدرب على الأسلحة في معسكر الفاروق. لكن هيئة الدفاع فندت ادعاءات ممثل المدعي العام، وقال المحامي محمد العزاني:"أقصى ما فعله المتهمون ان بعضهم سافر الى افغانستان وان آخرين سافروا الى الشيشان، فهل يعتبر ذلك تشكيلاً لعصابة مسلحة، يفتقر قرار الاتهام الى ذكر افرادها، وحجمها، وهل شكلت داخل البلاد أو في الخارج". وجدد ممثل المدعي العام في جلسة المرافعات الختامية، المطالبة بأقصى العقوبات للمتهمين الذين كان معظمهم نفى في جلسات سابقة انتماءه الى تنظيم"القاعدة"أو مبايعته لزعيمه اسامة بن لادن. كما نفى المتهمون تهمة تشكيل عصابة مسلحة، وأوضح محامي الدفاع أنهم اعتقلوا في أماكن متفرقة، منهم 6 اوقفوا وحوكموا في السعودية وسلموا الى اليمن، وآخرون اعتقلوا في سورية وسلموا الى صنعاء واحيلوا على القضاء بتهمة السفر لمقاتلة الاميركيين في العراق. وتحدث بعض المتهمين عن فتح حوار معهم في المعتقلات، مطالبين بتبرئتهم. وقال أحدهم خلف القضبان:"نطالب النيابة بإثبات الأدلة أمام الاعلام". وبموجب قانون العقوبات اليمني يواجه المتهمون عقوبة السجن فترات تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، خصوصاً الذين اعترفوا أمام المحكمة بتزوير وثائق سفر، وجوازات يمنية وسعودية وعراقية. باجمال الى ذلك، قال رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال ان بلاده استطاعت ان تسيطر على تنظيم"القاعدة"، لكنها لم تقض على الارهاب في صورة نهائية. وتابع في مقابلة اجرتها وكالة"رويترز":"لم نقض على الارهاب بنسبة مئة في المئة، لكننا مسيطرون على جماعة القاعدة بنسبة تسعين في المئة". واشار الى تقديم بعض المشتبه في انتمائهم الى"القاعدة"للمحاكمة، والتحقيق مع غيرهم ومطاردة آخرين. واكد تعاون اليمن مع"كثير من الدول في هذا الجانب، خصوصاً اميركا والسعودية وسلطنة عمان". وذكر ان الاجهزة الامنية نجحت في احباط عمليات كانت تستهدف مصالح غربية ويمنية داخل البلاد وخارجها. وزاد:"لدينا احتياطات امنية، واكتشفنا تلك العمليات أثناء التفتيش في المطارات أو عند وقوع المخططين في اخطاء، كما حدث في انفجار احدى الشقق السكنية في العاصمة، كما أحبطنا عمليات خارج اليمن، بعدما أوصلنا معلومات الى بلد عن مخطط يجري الإعداد له". وعدد رئيس الوزراء اليمني الخطوات التي اتخذتها حكومته"لتجفيف منابع الارهاب"ومنها التعاون الأمني مع كثير من البلدان، مكافحة غسيل الأموال وتعديل المناهج التعليمية. وكانت السلطات اليمنية اعتقلت المئات ممن يشتبه في انتمائهم الى تنظيم"القاعدة"، بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر في واشنطن ونيويورك. وأقر باجمال بأن الهجمات التي تعرضت لها بلاده، تسببت في خسائر ضخمة، لكن اليمن"استطاع التغلب على ذلك"و"الصورة الآن تحسنت كثيراً".