بدا واضحاً أن رئيس الحكومة عمر كرامي الذي استقال تحت ضغط المعارضة والاحتجاجات الشعبية سيكلف مجدداً بتشكيل الحكومة الجديدة غداة تظاهرة الموالاة التي ضمت مئات الآلاف منادين بالوفاء لسورية وبرفض القرار الدولي 1559. وفي أول ردود الفعل على عودة كرامي في حال قبوله التكليف، اعتبرت المعارضة أنها غير معنية بالتسمية، مكررة طرح مطالبها. وحسمت نتائج الجولة الأولى للاستشارات النيابية الملزمة التي بدأها رئيس الجمهورية اميل لحود قبل ظهر أمس، تكليف كرامي بعدما حاز 70 صوتاً. وسمى كرامي: كتلة رئيس مجلس النواب رئيس حركة"امل"نبيه بري 15، نواب"حزب الله 12، كتلة نواب الشمال 8، اضافة الى كتل صغيرة يراوح عدد افرادها بين نائب واحد واربعة نواب. وفي استشارات قبل الظهر، استقبل لحود على التوالي: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء عمر كرامي الذي اكتفى بالقول:"إذا كلفوني منحكي"، الرئيس حسين الحسيني الذي أوضح انه سيتحدث لاحقاً، ونقل عنه انه لم يسم أحداً، نائب رئيس مجلس النواب ميشال المر، نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس الذي قال:"إن الهواء شمالي"، في إشارة إلى تسمية الرئيس عمر كرامي، واضاف انه استأذن رئيس الجمهورية بالسفر للمشاركة في منتدى مدريد. بعدها، استقبل الرئيس لحود على التوالي:"كتلة التنمية والتحرير"برئاسة بري، وغابت النائبة بهية الحريري. وعقب الاجتماع، تحدث الرئيس بري باسم الكتلة، وقال:"لقد سمينا الرئيس عمر كرامي لحكومة إنقاذ وطني أو حكومة اتحاد وطني"، مضيفاً:"نحن أمام جريمة نكراء استهدفت الرئيس رفيق الحريري ويجب أن يأخذ التحقيق مداه ويأخذ المسؤولون والفاعلون والمحرضون أقصى العقوبات. وأمامنا أيضاً مشروع قانون انتخابات لم ينجز بعد، وأمامنا إجراء هذه الانتخابات، والهجمة على لبنان الناجمة عن القرار 1559"، مضيفاً:"الآن وقت الملمات، وهذه الملمات تواجه بحكومة وحدة وطنية، لذلك نحن سمينا الرئيس عمر كرامي، مع الاعتذار الذي قدمناه لفخامة الرئيس عن اختنا السيدة بهية الحريري التي هي في عداد الكتلة لكنها لا تزال في فترة الحداد". ورداً على السؤال:"ماذا لو رفضت المعارضة المشاركة في الحكومة؟"، أجاب بري:"نحن نقول حكومة اتحاد وطني. وهذا يعني المعارضة والموالاة من دون استثناء أحد"، مضيفاً:"إذا رفضوا ما رح نقتل حالنا كرمالهم". وأجمعت الكتل التي التقاها لحود بعد ذلك على تسمية كرامي، وهي:"كتلة الوفاق المتني"، كتلة"الوفاء للمقاومة"التي اعلنت:"عندما يكلف كرامي سنتحدث بالباقي"،"الكتلة الشعبية"،"كتلة البقاع الغربي"،"كتلة نواب الشمال"التي أكدت التزام النائب نجيب ميقاتي عضو في الكتلة التسمية،"حزب البعث العربي الاشتراكي"،"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، كتلة"نواب الأرمن"التي طالبت بحكومة غير السابقة، وكتلة"نواب الكتائب". وشملت الجولة الثانية من الاستشارات 75 نائباً، منهم 44 معارضاً لم يسموا أحداً، واكتفوا بتقديم بيان بشروطهم للموافقة على الحكومة، أبرزها استقالة قادة الأجهزة الأمنية. وأوفدت المعارضة نائبين فقط، هما غنوة جلول من كتلة"قرار بيروت"وفارس سعيد من"لقاء قرنة شهوان". وكررت جلول مطالب المعارضة الثلاثة، وهي: جلاء الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتعاون مع اللجنة الدولية للتحقيق. ثانياً، استقالة أو إقالة المدعي العام التمييزي بالأصالة عدنان عضوم ورؤساء الأجهزة الأمنية. ثالثاً: تطبيق اتفاق الطائف الذي ينص على انسحاب القوات والاستخبارات السورية من لبنان بناء على جدول زمني. وقالت النائبة بهية الحريري لوكالة"فرانس برس":"سننتظر البيان الوزاري الذي يجب أن يتضمن مطالبنا الأساسية المتمثلة بإقالة أو استقالة قادة الأجهزة الأمنية وتحقيق دولي يكشف الحقيقة عن اغتيال الرئيس الشهيد"، مضيفة:"لا مشكلة شخصية لنا مع عمر كرامي وسنكون إيجابيين مع من يلبي مطالبنا". ورداً على سؤال عن عدم وجودها في عداد كتلة رئيس مجلس النواب، أجابت:"أنا غير معنية في التسمية، معنية فقط بتلبية مطالبنا، تمسكاً بسعي الشهيد لقيام دولة أمنية مستقرة، لا دولة أمنية موتورة". وقال عضو"لقاء قرنة شهوان"سيمون كرم:"هذه هو التأثير المباشر للاستخبارات اللبنانية - السورية. كرامي سيعود لأنهم طلبوا من النواب تسميته". وسمى كرامي في استشارات الجولة الثانية كل من: الوزير طلال ارسلان، ايلي الفرزلي، عبد الرحيم مراد، والنواب: خليل الهراوي، قبلان عيسى الخوري، جبران طوق، محمد عبد الحميد بيضون، عدنان عرقجي، باسم يموت، ناصر قنديل، جمال اسماعيل، اسامة سعد المصري، وجيه البعريني، محمود أبو حمدان، محمد علي الميس ومحمد يحيى. ولم يسم النائبان روبير غانم وجان عبيد احداً. وقال غانم في بيان له:"كان يفترض قيام حكومة يكون رئيسها وأعضاؤها من المستقلين الحياديين وتوحي بالثقة والصدقية للشعب اللبناني الذي عبر منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن رأيه وسحب ثقته من الحكومة السابقة"، معتبرا أن"حكومة من نوع واحد لا تشكل حلاً للازمة بل ربما تزيد الأمور تعقيداً". واوضح عبيد أن" الأولوية الكبرى الآن هي لتشكيل حكومة اتحاد وطني تحاول أن تملأ جانباً من الفراغ الذي أحدثه غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتجهد لاكمال مسيرة لملمة الشمل وحماية المقاومة واجراء الحوار وكشف الحقيقة والمحاسبة على التقصير والمسؤولية في جميع المراتب، فضلاًعن إكمالها مسيرة العلاقات الأخوية والمميزة مع سورية وتنفيذ الطائف". ووضع النائب محسن دلول التسمية في عهدة الرئيس لحود. في حين سمى النائب مخايل الضاهر الوزير السابق فؤاد السنيورة، لأنه"ضمانة سياسية واقتصادية ومالية وشخصية محترمة من كل الناس". وسمى النائب بشارة مرهج الدكتور محمد المجذوب.