ليست الرفاهية المادية ولا"البرستيج"الاجتماعي، أو كثرة المشاغل والاتصالات، هي ما دفع الشباب السعوديين إلى اقتناء جوالين وحملهما أينما ذهبوا. بل إن الإجراء الأخير الذي قام به قسم خدمة الجوّال في السعودية، هو الذي أجبر هؤلاء على حمل جوالين للابتعاد عن العديد من المشكلات أو الخلافات التي قد تنشأ في حال بقائهم على وضعهم السابق. القصة بدأت كما يرويها فايز السعيد أحد العاملين في قطاع الاتصالات وبيع الجوالات بالتفرقة،"عندما شرعت شركة الاتصالات العاملة في السوق المحلية بالإعلان عن إضافة رقم صفر الى الهاتف المحمول، بناءً على توجيهات هيئة الاتصالات السعودية، وهي الجهة المنظّمة لقطاع الاتّصالات في المملكة والمعنية بتنفيذ خطة الترقيم الوطنية. وهذه الإضافة أتت نتيجة طبيعية للزيادة المضطردة في أعداد المشتركين ودخول المنافسة إلى السوق السعودية، ما استدعى إضافة الصفر ليتسع المجال من 10 ملايين إلى 100 مليون رقم. ومن ثم أتبعتها بإضافة الرقم خمسة كبديل للصفر، في حال رغب أي شخص في حذف الصفر الذي أضيف وإحلال الرقم خمسة. وقبل طرح هذه الخدمة، أشار سعود بن ماجد الدويش نائب رئيس شركة الاتصالات ورئيس وحدة الجوال إلى عدم حاجة المشتركين في مختلف مناطق المملكة إلى زيارة مكاتب خدمات العملاء لتغيير مقاسم جوالهم وفق خطة الترقيم الوطنية الجديدة التي أقرتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. وستقوم الشركة بعملية التغيير آلياً حيث سيتم إضافة رقم صفر إلى جميع الأرقام بعد الرمز 05 المعمول به حالياً. وفي وقت لاحق سيخصص الرقم 5 لكل أصحاب الأرقام المميزة مكان الصفر مقابل دفع تكاليف إضافية مقابل هذه الأرقام المميزة. يقول الشاب خالد الذي كان يمسك بجوالين في أحد مقاهي الرياض، إن"رقم جوّالي اقتنيته منذ ما يقارب عشرة أعوام. وعندما أضيف الصفر لم تكن هناك أي مشكلة، لأن الرقم نفسه أضيف إليه رقم. أما بعد أن طرحت الشركة الرقم خمسة بديلاً للصفر الذي أضيف في وقت سابق، أصبح لكل رقم آخر رديف، مشابه له تماماً ويختلف عنه في الصفر أو الخمسة، وبذلك كان من السهولة أن يقتني أي شخص رقمك السابق، ويحصل على العديد من اتصالاتك السابقة وعلاقاتك، من طريق الخطأ، إذ درجت العادة بين الشباب أو أي فرد آخر أن في حال عدم ردك على رقمك السابق المضاف اليه الصفر، فإنه تلقائياً يعيد الاتصال بك بالرقم"خمسة"، ليفاجأ أنه لشخص آخر". وعلى رغم أن الفواتير الهاتفية ارتفعت، وأصبح تسديد أجور هاتفين بدلاً من واحد واجباً، فإن البعض وجدها فرصة للتهرب من مكالمات كانت تشكل عبئاً، فأصبحت فرصة لإيجاد المبرر لعدم الرد بتغيير الرقم السابق". ويؤكد فيصل أسباب اقتنائه جوالين، بأن هناك العديد من العلاقات والأرقام الخاصة، لم يشأ أن تكشف أو يطلع عليها أي شخص، لذلك حرص سريعاً على الحصول على الهاتف الثاني للابتعاد عن أي خلافات.