انتشر في الآونة الأخيرة اقتناء الشخص الواحد لأكثر من هاتف جوال، في الوقت الذي اختلفت فيه مبررات ذلك من شخص إلى آخر، ومن هذه المبررات ما يضع علامة استفهام كبيرة على هذا السلوك، خاصة إذا كان الشخص ممن يغير رقمه الشخصي بشكل مستمر، فيما يلعب التباهي والرغبة في لفت انتباه الآخرين دوراً مهماً في إنعاش سوق الجوالات الذي يحرص العاملون فيه على توفير أحدث ما توصلت إليه التقنية العالمية في مجال الهواتف المحمولة بشكل دائم، الأمر الذي أصاب البعض بهوس تغيير أجهزتهم بين الحين والآخر؛ رغبة في مواكبة آخر المستجدات التقنية في هذا المجال. وشدد مختصون اجتماعيون على ضرورة أن يحرص الوالدان على توعية أبنائهم بالطريقة المثلى لاستخدام الهواتف المحمولة، خاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه الباب مفتوحاً على مصراعيه على العالم بخيره وشره بطريقة فيها من الخطورة الشيء الكثير، الأمر الذي يدعو إلى تعزيز الرقابة الذاتية لدى الأبناء وعدم تهاون الوالدين في هذا الشأن. وساهمت المحافَظة على العادات والتقاليد الاجتماعية في المجتمعات الخليجية المُحافِظة المعمول بها أماكن التجمعات، كالجامعات ومدارس البنات، إلى جانب بعض المناسبات الاجتماعية، كحفلات الزواج النسائية أو حفلات تخرج الطالبات، وغيرها من أماكن تجمع النساء في إنعاش سوق الأجهزة الخالية من "الكاميرات"، بعد أن كادت هذه الأجهزة تذهب دون رجعة، في ظل تطور أجهزة الجوال بما تحتوي عليه من "كاميرات" وبرامج ووسائل تواصل أخرى مثل "واتس آب" و"فايبر" و"سكايب" و"تانغو" و"البلوتوث" وغيرها من الوسائل الأخرى المعتمدة على شبكة "الانترنت". ورغم هذا التطور الذي طرأ على هذه الأجهزة، إلا أن العديد من النساء وبعض الموظفين اضطروا لاقتناء تلك الأجهزة البسيطة، إلى جانب وجود من اقتنى أكثر من جهاز ورقم شخصي لظروف معينة. مناسبات نسائية وقالت "سهى العبدالمجيد" –معلمة-:"تشترط جهة عملي عدم اصطحاب الموظفات لهواتفهن المحمولة المزودة بكاميرا، في الوقت الذي أحتاج فيه لهاتف أتواصل عبره مع زوجي أو السائق الذي يعمل على إيصالي من وإلى جهة العمل"، مضيفة أن ذلك جعلها تصطحب معها هاتفاً آخر لا يحتوي على كاميرا، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة موجودة أيضاً في قصور الأفراح والقاعات والاستراحات المخصصة للمناسبات النسائية، إذ تحظر تلك الجهات دخول النساء بهواتفهن الذكية، وبالتالي فإن العديد من النساء بتن يلجأن إلى هذا الخيار؛ لضمان البقاء على تواصل مع ذويهن. وأضافت أن العديد من الشباب والفتيات يحرصون على اقتناء أكثر من هاتف واحد؛ من أجل "الفشخرة" ولفت انتباه الآخرين، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تكون واضحة بشكل كبير بين أوساط الطالبات الجامعيات، لافتة إلى أن ذلك ربما سبب حرجاً كبيراً لزميلاتهن من ذوي الدخل المحدود اللاتي ليست لديهن القدرة على مجاراتهن، وبالكاد استطعن امتلاك جهاز واحد، موضحة أن هناك من الطالبات من قد تقتني ثلاثة أجهزة أو أكثر، إذ تصل قيمة الجهاز الواحد في بعض الأحيان إلى أكثر من (3000) ريال، مؤكدة على أن ذلك يدعو للتساؤل عن مدى حاجة فتاة لم تتجاوز سن ال (20) لاقتناء أكثر من جهاز وأكثر من رقم شخصي واحد. موديلات جديدة وأيدتها في هذا الشأن "سوسن البلوشي" –موظفة-، مضيفة أن البعض قد يعمد إلى تغيير هاتفه المحمول بين فترة وأخرى فيبيعه بأقل من قيمته الحقيقية التي اشتراه بها ليس بسبب عيب في جهازه ذاك، وإنما نتيجة ظهور موديلات جديدة، حتى إن كانت هذه الموديلات تختلف عن جهازه اختلافاً بسيطاً لا يكاد يذكر، مستشهدة في ذلك ببعض صديقاتها، موضحة أنهن يعملن على تغيير أجهزتهن بمجرد ظهور موديلات جديدة، مبينة أنهن يبعن هواتفهن الأصلية بأقل من نصف قيمتها التي اشترينها بها، في الوقت الذي يبيعها فيه أصحاب محال الجوالات بمكسب كبير. حسين السبع رقم خاص وأشار "حسن السبع" –موظف- إلى أن تعدد الجوالات لدى الشخص ظاهرة غير منطقية إلا في بعض الحالات، ومن ذلك أن يخصص الشخص أحد الهواتف لتلقي الاتصالات الخاصة بالعمل، في حين يستخدم الآخر بشكل شخصي، موضحاً أن هناك من يسعى إلى الخصوصية فتراه حريصاً على عدم إفشاء رقم هاتفه الخاص لأيّ أحد، خاصة أولئك الذين تفرض عليهم طبيعة عملهم التعامل مع عدد كبير من الزبائن أو المراجعين؛ لذا يضع رقماً خاصاً لهؤلاء أثناء فترة الدوام الرسمي، فيما يتفرغ لحياته الخاصة بعد ذلك. وأضاف أن تعدد الهواتف المحمولة لدى البعض قد يكون نتيجة تغييرهم أرقامهم الشخصية لأسباب مختلفة، ومنها رغبتهم في الهرب من أشخاص يطالبونهم بديون ماليه أو إيجارات أو أقساط، في الوقت الذي يوجد فيه من يفعلون ذلك بسبب ممارستهم بعض الأمور السلبية، ومن ذلك معاكسة الفتيات، في ظل خشيتهم انكشاف أمرهم أمام الآخرين، مشيراً إلى أن العديد من هؤلاء يغيرون أرقامهم بشكل دائم، لافتاً إلى أن منهم من لديه عدد من الهواتف وعدد آخر من شرائح الاتصال، وبالتالي فإن بإمكانهم تغيير الرقم متى شاءوا ذلك. حسين بديوي أجهزة حديثة وأوضح "حسين بديوي" -صاحب محل جوالات- أن زبائنه على نوعين، فمنهم من يشتري الهاتف ليستخدمه، ومنهم من يشتريه ليستخدمه باحثاً عن "الكشخة" ولفت الانتباه، مضيفاً أن النوع الأول يتميز أنه يبحث عن جهاز واحد بمواصفات عملية عالية الجودة، وبالتالي فهو يحافظ على جهازه لمدة طويلة قد تصل إلى عامين أو أكثر قبل أن يسعى لتغييره، مبيناً أن النوع الثاني من زبائنه قد يقتني جهازين أو ثلاثة بهدف التباهي أمام الآخرين، مشيراً إلى أن الجهاز قد يضل بإكسسواراته معهم لمدة ستة أشهر، وربما أقل من ذلك، حيث يبيعونه أو يستبدلونه ويشترون جهازاً آخر من الأجهزة الحديثة التي تطرح في الأسواق بين الحين والآخر، الأمر الذي يجعل من هذه الفئة مصدر ربح كبير لأصحاب محال بيع أجهزة الجوال. ولفت إلى أن قيمة ما يدفعه الشخص الواحد من هؤلاء قد يصل إلى أكثر من (9000) ريال سنوياً، فيما يدفع من يبحث عن جهاز للاستخدام الشخصي مبالغ تتراوح بين (2500) إلى (3000) ريال خلال فترة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام، وقال:"من المفارقات أيضاً أن محبي المظاهر والكشخة لا يترددون عند شراء إكسسوارات تصل قيمتها لقيمة الجوال نفسه وأحياناً أكثر من ذلك، فيما يحرصون أيضاً على التأكد من احتواء الجوال على العديد من البرامج والتقنيات، ليس بهدف استخدامها أو الإفادة منها، وإنما ليشعر أصدقاءه وزملاءه أن جهازه يحتوي على البرنامج الفلاني في الوقت الذي لاتحتوي أجهزتهم عليه". وأضاف أن العديد من الفتيات عادة ما يشترين أنواعاً من الجوالات تتناسب مع موديلات ملابسهن وألوانها، إلى جانب حرصهن على شراء عدد لا بأس به من أغلفة الجوالات الملونة تبعاً لذلك، مشيراً إلى أن العديد من الشباب يشترون أغلفة وملصقات عليها شعارات بعض الأندية واللاعبين العالميين، من أمثال "كريستيانو رونالدو" و"ليونيل ميسي". تحرص العديد من الفتيات على تغيير جوالاتهن كل فترة الجوالات الخالية من الكاميرا خيار اللقاءات النسائية التباهي ولفت انتباه الآخرين ينعشان سوق الجوالات تزايد حمل جوالين لدى شرائح متفاوتة في المجتمع