أغلقت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية باب الترشح للانتخابات التشريعية عند الثانية من بعد ظهر أمس، بعدما فتحته لست ساعات اضافية تنفيذاً لقرار محكمة مختصة فلسطينية أقرت طلب اللجنة في وقت سابق فتح باب الترشح تعويضاً عن الساعات التي اغلقت فيه اللجنة أبوابها ابان فترة الترشح التي امتدت من الثالث من الشهر الجاري وحتى الرابع عشر منه. وأتاح فتح باب الترشح امس الفرصة أمام حركة"فتح"وفصائل وقوائم أخرى، من بينها حركة"حماس"لاجراء تعديلات على قوائمها. كما سحب بعض المرشحين أسماءهم من عدد من القوائم أو الدوائر، ورشح بعضهم الآخر نفسه في دوائر القطاع المختلفة التي شهدت ايضا عمليات اقتحام من جانب مسلحين من كتائب شهداء الاقصى، الذراع العسكرية لحركة"فتح". وقال منسق المكتب الاقليمي للجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة مجدي أبو زيد ل "الحياة"ان مسلحين من كتائب الاقصى اقتحموا مقار اللجنة في دوائر رفح وخان يونس جنوب القطاع ودير البلح وسط القطاع. واضاف ان اشتباكات مسلحة وقعت قرب مقر دائرة غزة، والمكتب الاقليمي في المدينة بين عناصر من الشرطة واجهزة الامن الفلسطينية وعناصر من كتائب شهداء الاقصى. واشار ابو زيد الى انه تم خلال الساعات الست اجراء بعض التعديلات على عدد من القوائم، وان عدداً من المرشحين سحبوا ترشيحهم، وبعضهم الآخر رشح نفسه في الدوائر بعدما انسحب من قوائم مسجلة اصلاً. وتحول المبنى الذي تتخذ منه لجنة الانتخابات المركزية مقراً لها في مدينة غزة الى ثكنة عسكرية انتشر رجال الشرطة والامن الفلسطيني في داخله وعلى سطحه وعلى اسطح عدد من المباني المجاورة له، كذلك في الشوارع المحيطة به. واجرى الناطق الرسمي باسم حركة"حماس"سامي أبو زهري برفقة قيادي آخر من الحركة تعديلا على قائمتها التي تقدمت بها لخوض الانتخابات التشريعية في الخامس والعشرين من الشهر المقبل. وقال ابو زهري ل"الحياة"ان تعديلا طفيفا ادخل على قائمة الحركة الانتخابية، رافضاً الافصاح عن ماهيته وطبيعته. ورداً على سؤال حول ازمة حركة"فتح"قال ابو زهري ان حركة"حماس"معنية بانتهاء هذه الازمة كي تتمكن"فتح"من خوض الانتخابات التشريعية، مؤكداً اهمية اجرائها. لكن القيادي في الحركة الدكتور محمود الزهار ذهب بعيداً واعتبر ان عدم تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد"وصفة أكيدة لفوضى عارمة". وتساءل:"اذا لم يكن هذا الوقت المناسب لتنظيمها فمتى يكون هذا الوقت، وهل تبقى القضية الوطنية معلقة بفصيل؟"في اشارة الى ازمة"فتح"، ومطالبة قياديين وعناصر فيها بالغاء الانتخابات أو تأجيلها ستة أشهر على الاقل. ورأى الزهار خلال ندوة حول الانتخابات في مدينة غزة امس انه"في حال تم ارجاء تنظيم الانتخابات فلن تكون هناك انتخابات ولن يستطيع أي رئيس مواجهة الناس وستكون هناك فوضى". واعتبر الزهار انه"في حال لم يستطع أي فصيل ترتيب اوراقه فهذا لا يعني ارجاء تنظيم الانتخابات التي يمكن من خلالها حل الكثير من المشاكل التي تواجه الشعب الفلسطيني". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد اجتماعا مع القوى الوطنية والاسلامية ليل الثلثاء - الاربعاء في مقر الرئاسة المنتدى بمدينة غزة لبحث مسألة الانتخابات والتهدئة وقضايا أخرى. واتفق الرئيس مع ممثلي الفصائل على ضرورة تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد سلفاً، فضلا عن تشكيل لجنة تنسيق عليا برئاسة عباس لانجاح الانتخابات. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات للصحافيين في اعقاب الاجتماع الذي شارك فيه ان"الجميع أجمع على تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد". واضاف عريقات ان"المجتمعين قرروا تشكيل لجنة تنسيق عليا لمتابعة كل التطورات المتعلقة بالعملية الانتخابية، خصوصاً في حال اقدام الحكومة الاسرائيلية على عرقلة تنظيم الانتخابات في القدس الشريف". واشار الى ان السلطة الفلسطينية"لم تتلق جواباً رسمياً اسرائيلياً في ما يتعلق بتنظيم الانتخابات وترتيباتها في القدس حتى الآن". بدوره، شدد القيادي في حركة"حماس"اسماعيل هنية على ضرورة تنظيم الانتخابات في موعدها المقرر وان تكون مدينة القدسالمحتلة مشمولة بالانتخابات، مشيراً الى ان"هناك موقفاً وطنياً يرفض أي اجراءات اسرائيلية يمكن ان تعيق مشاركة مواطني القدس فيها".