بدا ضخ الغاز الطبيعي في القطاع الأول من المرحلة الثانية من خط الغاز العربي الذي ينقل الغاز من مدينة العقبة الجنوبية الأردنية إلى مناطق شمال الأردن. وجاءت عملية الضخ أول من أمس بعد إجراء روتيني يتمثل في استكمال الفحوص الفنية للخط البالغ طوله 393 كيلومتراً. وعلمت"الحياة"أن الضخ إلى القطاع الثاني من المرحلة الثانية التي انتهت بضخ الغاز الطبيعي أول من أمس سيتم خلال أسبوع. وتتضمن المرحلة الثانية، مدّ خط أنابيب يمتد من محطة الحسين في مدينة العقبة الجنوبية حتى مدينة رحاب على الحدود الأردنية - السورية، ومنطقة الخربة السمراء حيث توجد أكبر محطة لتنقية المياه في الأردن، وستكون المحطتان من أبرز المنشآت التي ستستفيد من المشروع. وكانت المرحلة الأولى من المشروع المعروف باسم خط الغاز العربي بدأت في العام 1999، وللاستفادة من احتياطي الغاز الطبيعي الذي تملكه مصر والذي يقدر بنحو 56 تريليون متر مكعب، من خلال مد أنبوب ينقل الغاز المصري من منطقة العريش المصرية إلى كل من الأردن وسورية ولبنان بكميات وافرة، على أن يستكمل المشروع في مرحلة لاحقة لا تزال تحت الدراسة بحيث يصل الأنبوب إلى كل من تركيا وقبرص ومنها إلى أوروبا الشرقية. وكانت مصر بدأت تنفيذ الجزء الأول من المرحلة الأولى من المشروع والذي تم في إطاره مد أنبوب فوق الأرض من مدينة العريش المصرية في شبه جزيرة سيناء إلى مضائق تيران. ومنها بدأ نقل الغاز في انابيب تحت الأرض إلى مدينة العقبة الأردنية. وبلغت تكاليف الجزء المصري من المشروع نحو 230 مليون دولار تكفلت بها الحكومة المصرية. أما الجزء الثاني من المرحلة الأولى فتضمن مد خط الأنابيب من العقبة إلى وسط الأردن. وأنجز هذا المشروع في العام 2003. ويعني مد الأنبوب الذي تبلغ كلفته نحو 170 مليون دينار، حصول الأردن على 1.1 بليون متر مكعب من الغاز المصري. أما المرحلة الثالثة فتتضمن استكمال الخط إلى دمشق فحمص ومن هناك التفرع إلى لبنان، وذلك قبل التوجه الى تركيا. وكان الأردن وسورية اتفقا على إجراء دراسة جدوى لمسار خط نقل الغاز، صادقا بعدها على الخرائط الطوبوغرافية في البلدين تمهيداً لتعيين شركة استشارية لدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع. وكان الأردن أقام في نهاية المرحلة الأولى من المشروع محطة العقبة الحرارية التي تبلغ قوتها نحو 650 ميغاواط لاستقبال الغاز المصري والاستفادة منه في توليد الكهرباء، ما يحقق وفراً في كلفة إستهلاك الغاز يزيد على 500 مليون دولار، فضلاً عن أهمية استخدام الغاز مصدراً للطاقة بدلاً من النفط من الناحية البيئية. وتقدر الكلفة المتوقعة لإنجاز هذا المشروع الحيوي بنحو 600 مليون دولار.