توقعت مصادر في وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الاردن أن يبدأ العمل قريباً في تمديد خط لأنابيب الغاز يربط الأجزاء الجنوبية من المملكة بالأجزاء الشمالية منها. وقالت المصادر إن تجمعاً من الشركات العربية قد سُجل منذ أيام في وزارة الصناعة والتجارة في مسعى لتنفيذ هذا المشروع الكبير، مشيرة الى ان التجمع ضم شركات "غاسكو" و"بتروجت" و"إمبي"، وهي شركات مصرية سبق وأن شاركت في تنفيذ أجزاء من هذا المشروع الكبير. ويمثل هذا المشروع المرحلة الثانية من مشروع طموح لإيصال الغاز المصري إلى الأردن، وفي مرحلة لاحقة إلى سورية ولبنان، ثم تركيا وقبرص ودول في أوروبا الشرقية في مرحلة ثالثة. وتتضمن هذه المرحلة تمديد أنبوب طوله 274 كيلومتراً في الأراضي الأردنية يمتد من ميناء العقبة، حيث افتتحت أخيراً محطة العقبة الحرارية معلنة انتهاء المرحلة الأولى من المشروع، إلى محطة رحاب قرب الحدود الشمالية مع سورية. ويحصل الأردن من خلال هذا الأنبوب على 1.1 بليون متر مكعب من الغاز المصري. وكان هذا المشروع ثمرة اتفاق عمره ثلاثة أعوام بين وزراء الطاقة في كل من الأردن ومصر وسورية ولبنان خلال اجتماع لهم في الأردن، إذ اتفق الوزراء في حينه على أن تزود مصر التي تتمتع باحتياط من الغاز الطبيعي يقدر بنحو 56 تريليون متر مكعب، الأردن وسورية ولبنان بكميات وافرة من الغاز. وكانت مصر نفذت الجزء الأول من المرحلة الأولى من المشروع الذي يتضمن تمديد أنبوب فوق الأرض من مدينة العريش المصرية في شبه جزيرة سيناء إلى مضائق تيران، ثم قامت شركة "أول سيز" الهولندية بمد أنبوب تحت الأرض إلى مدينة العقبة الأردنية التي كان العمل قائماً فيها على إنشاء محطة العقبة الحرارية التي تبلغ قوتها نحو 650 مليون ميغاواط. وافتتحت المحطة في شهر ايار مايو الماضي لتكون نموذجاً يعمم على باقي محطات المملكة باعتبارها أول محطة تستبدل الوقود بالغاز في توليد الكهرباء، وذلك فضلاً عن استخدامها للغاز مصدراً للطاقة بدلاً من النفط وأثره الإيجابي من الناحية البيئية وخدمته لجميع انواع الصناعات الثقيلة. وتوقعت المصادر أن ينتهي العمل في هذا المشروع سنة 2005. وبحسب تصريحات سابقة لوزير الطاقة والثروة المعدنية محمد البطاينة سيوفر تنفيذ هذا المشروع على الأردن ما قيمته 50 مليون دولار سنوياً.