خذلت القمة الأوروبية المتوسطية الأولى آمال العرب بانحياز أوروبا لاسرائيل في رفض تثبيت حق الشعوب في مقاومة الإحتلال ما أدى إلى سحب مشروع البيان الختامي. وسيطر موضوع الإرهاب على أعمال القمة على نحو عكس تراجعا في الموقف الأوروبي من القضايا المشتركة، قياسا على المبادىء التي انطلقت منها الشراكة قبل عشرة اعوام. راجع ص 5 واقتصرت نتائج القمة على بيان تلاه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير باسم الرئاسة الأوروبية في أعقاب الجلسة الختامية إنقاذا للقمة من الفشل بعد التشدد الذي أبداه الوفد الإسرائيلي في مسألتي مكافحة الإرهاب واستئناف مسيرة التسوية على المسار الفلسطيني والسوري واللبناني. واختتمت القمة أعمالها ظهر أمس في قصر المؤتمرات في برشلونة في حضور وفود البلدان الخمسة والعشرين أعضاء الإتحاد الأوروبي و ثمانية بلدان عربية إضافة لتركيا واسرائيل، إلى جانب كرواتيا ورومانيا وبلغاريا المرشحة لعضوية الإتحاد وليبيا وموريتانيا اللتين حضرتا بصفتهما مراقبين. وتعذر على الرئاسة البريطانية التوفيق بين المواقف. وقال بلير في شأن القضية الفلسطينية"إن بلدان مسيرة برشلونة تدعو للتنفيذ الكامل والسريع لخريطة الطريق وتشجع الأطراف على متابعة الحوار والتفاوض المباشر في إطار اجتراح رؤية الدولتين: اسرائيل الآمنة ودولة فلسطين المستقلة وذات السيادة والقابلة للحياة ، تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام". لكنه تحاشى الإشارة مباشرة إلى أوضاع القدسالمحتلة وتوسع الإستيطان. وشدد على ضرورة حل القضايا النهائية في إطار المفاوضات. وبرز أمس تطور في العلاقات اللبنانية - السورية تمثل في اجتماع بين رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع على هامش القمة أوحى بالإستعداد لحل القضايا الخلافية بين البلدين وفي مقدمها مسألة ترسيم الحدود.