أسفرت الانتخابات الاشتراعية في الشيشان، الاولى منذ ثماني سنوات، عن فوز كاسح لحزب"روسيا الموحدة"الموالي للكرملين، والذي مرشحوه أكثر من نصف مقاعد البرلمان المحلي البالغ عددها 58 في الجمهورية القوقازية. وأعلن رئيس لجنة الانتخابات الشيشانية اسماعيل باغانوف ان فرز أكثر من نصف بطاقات الاقتراع، اظهرت تقدم حزب"روسيا الموحدة"بنسبة ناهزت 60 في المئة من الاصوات، وبفارق كبير من أقرب منافسيه وهو الحزب الشيوعي الروسي الذي حل ثانياً بنسبة 17 في المئة. واشار باغانوف الى ان نسبة 11 في المئة من المقترعين منحت اصواتها لاتحاد القوى اليمينية، اما بقية الاحزاب فأخفقت في دخول البرلمان الجديد بعدما لم تتجاوز نسبة الاصوات التي حصلت عليها حاجز ال5 في المئة. وأشار باغانوف الى عدم تسجيل شكاوى او انتهاكات في عملية الاقتراع، في وقت اشاد رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى موسكو سعيد البرعمي الذي ترأس وفد الجامعة لمراقبة الانتخابات، ب"دقة التنظيم والتدابير التي اتخذها المشرفون عليها، وعاينها فريقه في جولات في العاصمة غروزني ومدينة غوديرميس وسواهما. وفي وقت امتنعت منظمة الامن والتعاون الاوروبية عن ارسال مراقبين الى الانتخابات"باعتبارها شأناً روسياً داخلياً"، اعلن السويسري اندرياس غروس، رئيس بعثة مندوبي مجلس اوروبا الى الشيشان، ان الانتخابات الاشتراعية"عكست صورة عدم قيام السلطة الحقيقية في الجمهورية على الديموقراطية، بل على نفوذ قوي لا يخضع لاي سيطرة"، في اشارة الى الرجل القوي في الجمهورية، نائب رئيس الحكومة رمضان قديروف الذي يقود ميليشيا تضم آلاف المقاتلين الموالين لروسيا. ويذكر ان النتائج الاولية اظهرت فوز عدد كبير من المرشحين من بين القادة العسكريين والأمنيين في الشيشان، وبينهم اسكندر رمضان وآخرون مقربون الى رمضان قادروف. وقدر غروس نسبة المشاركة في الانتخابات بين 40 و60 في المئة، استناداً الى ارقام اولية اصدرتها السلطات الشيشانية، لكن منظمات حقوقية شككت بهذه ولفت مسؤولوها الى عدم توفير فرص متكافئة لكل الاحزاب السياسية للقيام بحملات انتخابية. اما المراقبون الروس فأعلنوا ان لهجة الانتقادات لم تحمل تشكيكاً بنزاهة عملية الاقتراع او بالنتائج المعلنة، ما شكل تحولاً ملموساً في موقف الجهات الأوروبية والمنظمات الحقوقية". وايد ذلك الرئيس الشيشاني اليو الخانوف، وأشار الى ان ممثلي أوروبا"اصبحوا يفهمون روسيا والشيشان أفضل من السابق وغدت نظرتهم الى المسألة الشيشانية أكثر إيجابية". ورأى الخانوف ان نتائج الانتخابات اظهرت اختيار الشيشانيين البقاء ضمن السلطة القانونية والسياسية والاقتصادية لروسيا الفيديرالية. بوتين وفي وقت شكلت النتائج مفاجأة كبيرة للمراقبين الذين توقعوا سابقاً احتلال الأحزاب الليبرالية التي نشطت خلال سنوات الحرب في الدفاع عن حقوق الانسان في الشيشان، مواقع متقدمة، ابدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتياحه لنجاح الاستحقاق الانتخابي الذي وصفه بأنه"أهم حدث سياسي داخلي كرس الأساس القانوني من أجل استكمال الحل الدستوري للمشكلة في الشيشان". في المقابل، وصف الانفصاليون الشيشان الانتخابات بأنها"مهزلة اسفرت عن فشل جديد، تكرس عبر تجاهل السكان بالكامل للدعاية التي روجتها موسكو. وظهر ذلك جلياً من خلال خلو مراكز اقتراع في مدن غروزني وارغون وشالي وغوديرميس من الناخبين".