بحث امس القاضي الالماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، في مقر اللجنة في"مونتي فيردي"، مع المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداودي في آلية العمل للاستماع الى المسؤولين السوريين الخمسة في مقر الاممالمتحدة في فيينا. وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل الحياة"في دمشق ان قائمة الخمسة الذين سيسافرون غدا او بعد غد الى فيينا، تضم مدنياً مشتبهاً بعلاقته ب"جمعية المشاريع الخيرية"الاحباش في لبنان لم يلتقه ميليس خلال لقاءاته مع المسؤولين العشرة في تموز يوليو الماضي، مشيرة الى ان القائمة لا تضم ايضا رئيس فرع الامن الداخلي السابق اللواء بهجت سليمان الذي كان بين الذين التقاهم ميليس. وعلمت"الحياة"في باريس من مصادر مطلعة على ملف التحقيق في اغتيال الحريري ان ميليس اكد، خلال اجتماعات سابقة مع الداودي، ان لديه من الادلة ما يكفي لاعتقال اثنين من المسؤولين السوريين يعتقد بان اسميهما وردا في"قائمة فيينا"، وهما رئيس جهاز الامن والاستطلاع السابق في لبنان العميد رستم غزالي ومساعده في بيروت العميد جامع جامع. وقالت المصادر ان المحقق الالماني لم يعط جوابا قاطعا على التساؤل السوري عن هدف استجوابهما ما دام ينوي توقيفهما، متوقعة ان يعمد ميليس الى طلب توقيفهما في فترة قريبة لم تحددها. وكان تردد في وسائل الاعلام العربية ان ميليس سيستجوب كلاً من غزالي وجامع والعقيد عبدالكريم عباس والعقيد ظافر يونس. ورفضت المصادر السورية ذكر اسماء المسؤولين الخمسة، ونفي او تأكيد هذه الاسماء بسبب"سرية التحقيق". لكنها اشارت الى ان طلب ميليس الاخير تضمن اسماً لشخصية مدنية عادية كانت لها علاقة ب"جمعية المشاريع الخيرية"الاحباش. وقالت المصادر السورية ان لقاء الداودي وميليس"مخصص للاتفاق على ترتيبات التحقيق ومواعيد لقاءات ميليس وفريقه مع الخمسة، اضافة الى اظهار وكالات قضائية لكل منهم". وزادت:"ان الداودي لديه توكيل لكل من الخمسة". وفي حال جرى التفاهم على التفاصيل، يتوقع ان تطلب الخارجية السورية اليوم من السفارة النمسوية الحصول على تأشيرات دخول خاصة الى كل من الخمسة، كي يسافروا مع الداودي الى فيينا في اليومين المقبلين. وفي بيروت، علم ان ميليس والداودي بحثا في اجتماع امس، وهو الثالث بينهما منذ طلبه الاستماع الى افادة مسؤولين سوريين في اغتيال الحريري، في آلية العمل الخاصة بمباشرة الاستماع الى هؤلاء في فيينا. وتردد في بيروت ليل امس بأن هناك اتجاهاً للاستماع الى افادة ضابط سوري جديد يدعى سميح القشعني كان سبق له ان عمل مسؤولاً في جهاز الاستخبارات السورية في منطقة المتن الشمالي. ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات، لكن جهات سياسية نافذة قريبة من سورية في بيروت اكدت ان اسم القشعني مدرج على لائحة المسؤولين السوريين المشمولين بالمثول امام ميليس، وانه قد يكون الاسم الخامس في لائحة فيينا بدل بهجت سليمان. وبالنسبة الى آلية استجواب الضباط السوريين، قالت مصادر لبنانية مواكبة للتحقيق ان الداودي اراد التأكد من الصفة التي اعتمدها ميليس في طلبه الاستماع إليهم. وإذا تبين ان استجوابهم سيتم كشهود، فإن الأصول المتبعة لا تسمح، بحسب قول المصادر ل"الحياة"، بحضور محامين كوكلاء دفاع عنهم، إلا اذا رغب ميليس وبمبادرة منه السماح للداودي الحضور كمراقب بصفته المستشار القانوني للخارجية السورية، وذلك للتأكد من ان لا نية لدى اللجنة بتسييس التحقيق وأن رئيسها يتصرف بمهنية كاملة. أما في حال تقرر الاستماع إليهم كمشتبه بهم، فيحق لمحامي الدفاع حضور جلسات التحقيق على غرار ما حصل في بيروت عندما سمح ميليس لوكلاء الضباط اللبنانيين الأربعة اللواءين جميل السيد وعلي الحاج والعميدين ريمون عازار ومصطفى حمدان حضور جميع جلسات الاستجواب. وكان ميليس زار ظهر امس قلعة بعلبك الأثرية في منطقة البقاع، معقل"حزب الله"، وسط تدابير امنية مشددة تولاها فريقه الأمني ووحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي التي انتشرت على طول الطريق الممتد من بيروت الى بعلبك بما فيها المداخل الرئيسة المؤدية الى القلعة. ورافقه في جولة في ارجاء هياكل القلعة الدليل السياحي محمد وهبة الذي قدم له شروحات تفصيلية عن تاريخ القلعة ومراحل بنائها. وقبل ان يغادر القلعة عائداً الى"مونتي فيردي"تناول القهوة وتدخل شخصياً للسماح للصحافيين بالتقاط صور له بعدما كان مرافقوه منعوهم من الاقتراب. وعلى صعيد التحقيق اللبناني، أبلغت رقية نزيه البزري شقيقة عبد الرحمن البزري رئيس بلدية صيدا بوجوب الحضور امام المحقق العدلي الياس عيد في الاول من الشهر المقبل بصفة شاهدة، ومعها حسان حشيشو مدير احد المصارف وزوجته. وعلم ان الهدف هو استيضاحهم في شأن إخبارية وردت الى النيابة العامة التمييزية افادت ان حديثا جرى في منزل آل البزري عن احتمال تعرض الحريري للاغتيال، وذلك قبل اسبوعين من حصول الجريمة. وتوافدت مساء امس الى منزل آل البزري شخصيات حزبية وسياسية مستهجنة ومستنكرة.