تتجه الحكومة اللبنانية الى الطلب من مجلس الامن، خلال اجتماعه المقرر قي 15 الشهر المقبل، تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وتمديد مهمة رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الالماني ديتليف ميليس، بحسب مصادر رسمية في بيروت. وفي دمشق علم ان المستشار القانوني في الخارجية السورية الدكتور رياض الداودي اجرى امس اتصالات مع ميليس، للاتفاق على اجراءات سفر المسؤولين السوريين الأمنيين الخمسة الذين وافقت سورية على استجوابهم في مقر الاممالمتحدة في فيينا، ومواعيد اجراء الاستجوابات المقررة في اليومين المقبلين. وعلمت"الحياة"ان الامر الذي لعب دوراً حاسماً في موافقة سورية، كان ارسال روسيا"رسالة تطمينات"اليها تضمنت تبني موسكو كل النقاط التي طلبت دمشق تضمينها في بروتوكول التعاون، بينها"عودة المسؤولين الى بلادهم وعدم توقيفهم في النمسا"وان تكون"صلاحية اتخاذ الاجراءات الاحترازية بالقضاء السوري، واحترام القوانين والسيادة السورية وحضور محامين"لكل من المسؤولين. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان الداودي سيقدم رسائل توكيل ليكون محامياً للمسؤولين السوريين. واوضحت مصادر ديبلوماسية ان تصريحات وزير الخارجية فاروق الشرع مساء الخميس وحديثه عن"عدم تعاون ميليس وتمسك سورية ببروتوكول التعاون وقوله ان سورية تسعى لتجنب المواجهة، لكنها اذا فرضت على سورية فانها ستدافع عن نفسها، ساهمت في تسريع التحرك الروسي، بدءاً من مساء الخميس الى ظهر الجمعة". وزادت ان هذا الموقف"تمثل بتبني روسيا محضر الاجتماع الذي جرى بين الداودي وميليس والنقاط التي جرى الاتفاق عليها في برشلونة"اضافة الى"تطمينات من ان موسكو ستستخدم الفيتو في حال لجأت بعض الدول الى مجلس الامن لفرض عقوبات على سورية بعد موافقة دمشق على ارسال الخمسة الى فيينا". وقالت المصادر الديبلوماسية ان لجنة خماسية قانونية في مجلس الامن، كانت تتداول في الايام الاخيرة افكارا لطبيعة العقوبات التي يمكن ان تفرض على سورية في حال رفضت الموافقة على فيينا بعد مرور موعد ال25 من الشهر. وكان نائب وزير الخارجية وليد المعلم قال :"ان القرار السوري الحكيم والشجاع، يسقط كل الذرائع لفرض عقوبات". وفي بيروت، أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ترحيبه بالاتفاق الذي توصل اليه ميليس مع السلطات السورية. وجاء ترحيب السنيورة بعد اتصال من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ليل أول من أمس لابلاغه نتائج الاتفاق. واعتبر السنيورة ان"التعاون هو الأساس وليس المكان"للاستجواب كما سبق ان أعلن،"وذلك لخدمة الوصول الى الحقيقة في الجريمة باعتبارها الهدف المركزي للتحقيق". كما وصف رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاتفاق بأنه مهم ويساعد على التوصل الى الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري. وعلمت"الحياة"ان تحديد موعد انتقال الضباط الخمسة، المسؤول السابق للاستخبارات الداخلية اللواء بهجت سليمان، والمسؤول السابق للاستخبارات في لبنان العميد رستم غزالة ومعاونه في بيروت العميد جامع جامع، ومسؤول التنصت في الاستخبارات العقيد عبدالكريم عباس ومسؤول الكومبيوتر والانترنت فيها العقيد ظافر عباس، الى فيينا، سيتم خلال اجتماع يعقده في الساعات المقبلة الداودي وميليس في مقر الأخير في"مونتي فيردي". وتوقعت مصادر لبنانية رسمية أن يزور الداودي ميليس لهذه الغاية اليوم أو غداً. وأكدت المصادر الرسمية اللبنانية ل"الحياة"ان اقتراح انشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري، وتمديد مهمة ميليس لمواصلة التحقيق في الجريمة سيكونان هذا الاسبوع مدار بحث جدي قد يبحث فيهما مجلس الوزراء في جلسته المقبلة لاتخاذ قرار برفع هذين المطلبين الى الامانة العامة للأمم المتحدة من أجل ان تتولى طرحهما على مجلس الأمن خلال اجتماعه المنتظر قبل 15 كانون الأول ديسمبر المقبل تاريخ انتهاء مهمته، وفق التفويض المعطى له في قرار مجلس الأمن الرقم 1595 الذي قضى بتشكيل لجنة التحقيق المستقلة. وعلمت"الحياة"ان تشكيل المحكمة الدولية الخاصة كان مدار اتصالات بعيدة عن الاضواء خلال الأيام الماضية وأنه سيحظى بإجماع لبناني، وذكرت مصادر لبنانية رسمية ان ثمة اقتراحاً بأن يكون مقر المحكمة في العاصمة الروسية موسكو. ولم تستبعد ان يحظى بموافقة دولية وعربية.