تراجع نجم كرة القدم الأميركية ريكي ويليامز عن قرار الاعتزال الذي اتخذه في تموز يوليو 2004، وقرر ظهير العدو المميز العودة مجدداً إلى صفوف فريقه ميامي دولفنز، بعد أن أمضى سنة كاملة بعيداً من حبه الأول كرة القدم الأميركية، وأرسل ويليامز خطاباً عن طريق محاميه الخاص ديفيد كورن ويل لمنظمة ميامي دولفنز، يتضمن رغبة اللاعب في العودة إلى الركض مجدداً، ولم يكن طلب ويليامز مفاجئاً لمسؤولي ميامي، نظراً إلى أن ويليامز مطالب بتسديد ما يربو على ثمانية ملايين دولار أميركي، هي قيمة الشرط الجزائي لإعلانه الاعتزال، على رغم أن عقده ساري المفعول. وشهدت الفترة الماضية وجود ويليامز في المحاكم القضائية، في محاولة منه لإلغاء الشرط الجزائي أو تقليص المبلغ على أقل تقدير، ولكن قوانين وقواعد"ال.إن.إف.إل"كانت واضحة، وتدينه بشكل كامل، وبعد اجتماعات منفردة لريكي مع وكيل أعماله ومحاميه الخاص لم تكن البدائل كثيرة، فتوقف ويليامز أمام خيارين: إما العودة أو تسديد الدين، ونظراً إلى أن ويليامز لا يملك ربع هذا المبلغ بحسب كشوفات حساباته المصرفية فلم يكن أمامه إلا خيار العودة. الحرية أرجع ويليامز اعتزاله في الفترة السابقة إلى بحثه عن الحرية والمعنى الحقيقي للسعادة وأنه لا يريد حياة الشهرة، لأنه يرى أنها تكلفه حريته الشخصية، التي كانت في نظر ويليامز تقتصر على تعاطي الماريغوانا حشيشة الكيف ولأن قوانين اتحاد كرة القدم الأميركية تحظر استعمال مثل هذه المواد، رأى ويليامز أن في ذلك اعتداء على حريته الشخصية، فقرر الترجل والبحث عن حياة أخرى، فحط رحاله في استراليا، حيث عاش حياة زهيدة كلفتها سبعة دولارات في اليوم الواحد، ونصب ويليامز لنفسه خيمة صغيرة في إحدى غابات استراليا الاستوائية، وأمضى ستة أشهر بعيداً من أعين الصحافة وكاميرات التلفزيون، واقتنى ويليامز ما مجموعه 30 كتاباً قرأها كلها على مدى نصف سنة، بمعدل كتاب كل يومين، وتحوي هذه الكتب مختلف العلوم الدينية عن كل ديانات الأرض، وعاد ويليامز إلى مسقط رأسه مدينة ساكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا، والتحق بجامعة ايرفيدا لدراسة علم"ايرفيدا"وهو علم مختص بعلاج النفس باستخدام الطبيعة، ومنشأه الهند. قرار خاطئ ويلقب ويليامز بفتى"الريغي"نظراً إلى ولعه الكبير بنجم"الريغي"الجامايكي الراحل بوب مارلي، وإعجاب ويليامز لا يتوقف عند ذلك، بل قام بتضفير شعره تماماً مثل مارلي وأحد أبنائه الثلاثة يحمل اسم نجم"الريغي"، كذلك استعماله للماريغوانا يعود في المقام الأول لتعاطي مارلي لها. ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، إذ تكالبت الظروف المادية على ويليامز، فهو مطالب بإعالة أبنائه الثلاثة ودفع مصاريف دراستهم وبالنسبة إلى شخص كان يجني أكثر من خمسة ملايين دولار في السنة، لم يستطع ويليامز التكيف مع الحياة الزهيدة، فاكتشف أن قراره الذي اتخذه الموسم الماضي كان خطأ فادحاً. العودة رحبت جماهير ميامي دولفنز بپ"ريكي"ويليامز كثيراً، واعتبرت أن قرار عودته كان متوقعاً، لأن القرار الذي اتخذه كان خاطئاً، وفيه من الأنانية الشيء الكثير، واعتذر ويليامز لعشاق ميامي مؤكداً أنه سيعود أفضل من السابق"اكتشفت أن رحيلي أثر في الفريق بشكل سلبي، وأنا أعتذر لكل من أثر فيه قراري"وأبان ويليامز خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر ميامي دولفنز، بمناسبة قرار عودته، أنه لا يعرف لماذا قرر الرحيل"أردت أن أبحث عن نفسي، فقد درست نظريات كثيرة، وتعلمت الكثير، وكل ما أستطيع قوله أنني هنا الآن"وعمّا إذا كانت عودته سببها الرئيسي المادة، قال ويليامز:"لم أتوقف يوماً عن عشق كرة القدم، ولكن كانت هناك بعض القوانين التي لم أتأقلم معها، فقررت الرحيل، وقد كان لدي اعتقاد مختلف عن معنى الحرية الحقيقي، إذ كنت أعتقد أنها فعل ما يحلو لك وقتما تشاء، ولكن الحرية الآن من وجهة نظري هي غير ذلك تماماً، فهي امتلاك القوة للوجود في أي موقف والسيطرة عليه"ولفت ويليامز إلى أن دعوى ميامي دولفنز القضائية أغلقت كل الأبواب في وجهه"لدي ثلاثة أطفال وعندما أبحث عن وظيفة أجد قضية ميامي تلاحقني، وتحد من تحركاتي، وبما أنني ما زلت في قمة مستواي قررت فعل ما هو في مصلحة عائلتي"ووعد ويليامز جماهير ميامي بأنه سيعود أفضل من السابق"لدي عزيمة وإصرار كبيران لحمل الكرة والركض لأكبر عدد من الياردات، وأنا واثق بأنني سأنسي سكان ميامي ما حدث قبل سنة"واعتبر ويليامز أنه من الصعوبة الندم على قراره الماضي بالاعتزال"من الصعب أن تندم، فلقد قمت بأعمال في الموسم الماضي لم يخطر على بالي أنني سأفعلها، لذلك بالنسبة إلي كان أمراً رائعاً، وأعرف تماماً أنني لو لم أقم بذلك لما كنت هنا الآن". وسيقضي ويليامز فترة عقوبة تمتد إلى أربع مباريات، وستكون المباريات الأربع الأولى لميامي لعب منها الدولفنز ثلاث مباريات حتى الآن والمباراة الرابعة يوم الأحد المقبل، ومن المنتظر أن يعود ويليامز لتمثيل دولفنز في التاسع من تشرين الأول أكتوبر، وتنص قوانين"ال.إن.إف.إل"على ضرورة أن يمضي اللاعب موسماً كاملاً بعيداً من ممارسة الرياضة، في حال إعلان اعتزاله قبل نهاية عقده، وإذا عاد قبل ذلك فإن العقوبة تصل للوقف لمدة سنة، ولأن ويليامز اعتزل في تموز يوليو 2004 فيكون بذلك أمضى أكثر من موسم على اعتزاله، فيكتفى بوقفه أربع مباريات فقط. يذكر أن ويليامز حمل الكرة لمسافة 1853 ياردة في موسم 2003، وهو الرقم الأكبر لأي ظهير عدو في تاريخ فريق الساحل الشرقي، وحطم ويليامز تسعة أرقام في الموسم ذاته، ولكن دولفنز تعرض لأكبر هزة في تاريخه عندما رحل ويليامز، إذ كانت محصلة الفريق النهائية الفوز في اربع مباريات في مقابل 12 خسارة، في أسوأ معدل في تاريخ الفريق منذ إنشائه.