لا يقترب الإعلان التجاري في الطرق عبر اللوحات الضخمة من حال إعلان تلفزيوني يبدو في حركته المصورة أكثر رشاقة. قد تكون الحال نفسها، عندما تعلن نجمة تلفزيونية عن مجوهرات كما فعلت الممثلة السورية نورمان أسعد. لا يستشعر المرء خطراً من أي نوع، فالحيادي أصبح سمة المشاهد المتوغل في زمن الصورة المعولمة، وهو يتحول بدوره إلى بضاعة ذكية يعلن عنها من حين الى آخر. الإعلان أصبح جزءاً من حياتنا اليومية. وهو"قصيدة"تفاصيل، لا بل هو اصبح الحياة نفسها في بعض الدول المتطورة. إذ يبدو للناظر إلى الأرض من كوكب بعيد ليس فيه فضائيات إنه ليس هناك ما هو أشد خطراً على الناس أكثر من حياة بلا إعلان، بلا نجمة تدرأ الخطر المتربص بهم وهم يغادرون متجراً أو سوبر ماركت أو لوحة إعلانية، أو باطن غلاف مجلة وقورة..!! من فوق نشهد على طوفان إعلاني يغير من محور الأرض نفسها، لذلك لا يفهم المرء سبباً لمحاربة هذا"المخلوق"بحد ذاته. تمكن محاربة الإعلان الفاسد أو المفسد للذائقة والذوق مع مطالبة البصيرة في أن تكون راقية في محاكماتها. المقدمة قد تبدو طويلة للحديث عن دخول النجمة السورية على خط الإعلان التجاري... ليس هناك ما يضير أو يقلق في دخولها العاصف. انها تقدم صورتها بهذه الطريقة وهذا حقها في التعبير عن حضورها بالطريقة التي تريدها، كأن تعلن عن مجوهرات، أو أي بضاعة أخرى. فمن المؤكد أن ثمة جمهوراً"غيرنا"ينتظر لها إطلالة أيضاً من هذا النوع. ليس في هذا خطر على أحد كما أسلفنا، ولكن ما يقلق هو أن تعتبر نورمان في حديث لها أن دخولها على خط الإعلان جاء من باب الغيرة، إذ سبقتها نجمة أو زميلة لها وقدمت إعلاناً في فترة سابقة. ما يخشاه المرء هو أن تتسابق النجمات إلى"هذا النوع من الغيرة"، فتتحول الدراما التلفزيونية ساحة مواجهات وحروباً قد يزدهر فيها الإعلان التجاري.. فقط، على حساب"المشاهدين الحياديين الأذكياء"، نحن الذين نطالب الفضائيات دائماً بالتخفيف من غلواء المواجهات والحروب التي يثيرها بن لادن أو تثيرها هيفاء وهبي في أمكنة أخرى!