قبل دخول شهر رمضان المبارك في كل عام تزدحم شاشات القنوات الفضائية والصحف واللوحات الإعلانية على الطرقات الرئيسية والفرعية والأسواق بالإعلانات التجارية عن وجود تخفيضات على المواد الغذائية الأكثر استهلاكا، الأمر الذي يحول شهر الصيام إلى شهر للأكل والشرب. وهذه السنة لم يختلف الأمر عن السنوات السابقة، حيث جهدت شركات الإعلانات والأسواق والمحال التجارية في تنظيم حملات إعلانية وتسويقية مبكرة استهدفت كل شرائح المجتمع من المستهلكين. ولكن إلى أي مدى تكون هذه الحملات صحيحة ودقيقة؟ وماذا يقول المتسوقون الذين انطلى عليهم محتوى الإعلانات الرمضانية؟ «عكاظ» التقت عددا من المتسوقين لرصدت مدى تأثير هذه الحملات الإعلانية المكثفة على ازدحامهم في الأسواق والمراكز التجارية.. مؤكدين على أن كثيرا من هذه الحملات الإعلانية التي تروج للتخفيضات تخلو من المصداقية.. مطالبين بضرورة تكثيف الجولات الرقابية من قبل وزارة التجارة والجهات ذات العلاقة. مجرد ترويج بداية قال المتسوق عبدالله الشهري إنه منذ منتصف شهر شعبان والحملات الإعلانية عبر الصحف القنوات التلفزيونية والبروشورات التي تروج للمواد الغذائية الأكثر استهلاكا في رمضان تغزو المستهلكين.. مشيرا إلى أن هناك بعض المراكز التجارية والأسواق تستغل المستهلكين الذين ليس عندهم القدرة على تأمين السلع الرمضانية بالأسعار الحالية في المحلات التجارية فيضطرون لشرائها من المراكز التجارية التي تعلن عن تخفيضات هائلة على المواد الغذائية إلا أنهم يصطدمون بحقيقة أن هذه الإعلانات ما هي إلا مجرد ترويج للسلع يقع ضحيته الكثيرون. وطالب وزارة التجارة بمراقبة المراكز التجارية طيلة شهر رمضان بشكل مكثف وذلك للتحقق من مصداقية الحملات التويقية والإعلانات كي لا يقع المواطن ضحية لها. فرصة لتصريف البضائع من جانبه قال المتسوق سعد القرني إن المتابع للحملات الإعلانية التي تروج للسلع الاستهلاكية في رمضان يكتشف أن هذه التخفيضات لا تزيد عن بضع هللات أو ريال وريالين فقط، ولكن الحملات الإعلانية الكبيرة لها تضخم حجم التخفيضات وتجعلها فريدة من نوعها. وأضاف أن هذه البضائع الاستهلاكية في رمضان موجودة طوال العام على أرفف المحلات ومخزنة ومكدسة إلا أن أصحاب المراكز التجارية يستغلون شهر رمضان المبارك ويعتبرون أنه فرصة لا تعوض لتصريفها. الإعلام يشجع على الشراء أما محمد السلمي فقال إن الأسواق تشهد خلال شهر رمضان إقبالا غير عادي لشراء السلع الغذائية وهذه الظاهرة لا تناسب الأجواء الرمضانية.. مشيرا إلى أن هذا الإقبال الكبير على الشراء سببه الدور الذي يلعبه الإعلام بتشجيعه الأسر على الشراء والتبذير، فالإعلانات التجارية عن تخفيضات الأسعار والتي تسبق رمضان تحفز على الإقبال والشراء بكميات هائلة. ويتفق علي الحسني مع السلمي ويوكد أن الأسواق والمراكز التجارية هي السبب وراء هذا الازدحام والإقبال الكبير لأن الإعلانات والتخفيضات التي تقدمها والتي لا يستطيع كثير من الأسر مقاومتها.. مشيرا إلى أن طريقة العرض تلعب دورا مهما في عملية الشراء. وأضاف أن هذا الإقبال الكثيف لا يليق بفضائل هذا الشهر لأن رمضان شهر عبادة وليس للطعام ومتابعة العروض الترويجية في الأسواق.