توج رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري لقاءاته مع المسؤولين البرازيليين باجتماع عقده مع الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو دا سيلفا, وجرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتداعيات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على لبنان والمنطقة إضافة إلى وضع المغتربين اللبنانيين في البرازيل. وقال الحريري بعد اللقاء: "البرازيل كانت لاعباً أساسياً في الأممالمتحدة عند اتخاذ القرارات الدولية المتعلقة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري, وجئت لأشكره وأقول له أن لبنان أصبح اليوم أقوى لان الشعب اللبناني توحد لمواجهة ما حصل في الرابع عشر من شباط فبراير, وكان الرئيس لولا داعماً جداً وقال إن البرازيل ستبقى دائماً صديقة للبنان واعتقد بأن هذا دور لطالما لعبته البرازيل لجهة الوقوف إلى جانب أصدقائها". وعن انتقادات سورية لعمل لجنة التحقيق الدولية قال: "اعتقد بأن الأممالمتحدة قالت كلمتها، وأنها وسورية ستتوصلان إلى تفاهم في شأن هذه المسألة. ان القرار 1636 واضح جداً لجهة تعاون سورية مع اللجنة واعتقد بأن على سورية ان تبذل قصارى جهدها". وأشار الى "ان البرازيل سبق ان دعمت القرارين 1595 وپ1636 وستواصل دعمها له لأن له قضية محقة تستحق الدعم. واعتقد بأن في عملية اغتيال كهذه يجب على المرء ان يفهم انه لا يمكن أحداً أن يقتل شخصاً آخر لأنه على خلاف بالرأي معه". ووصف الحريري الدعم "الذي حصلنا عليه من الأممالمتحدة بالظاهرة" وآمل ان يستمر، "ولهذا السبب نحن هنا للتأكد من انه سيستمر". وأشار الى ان الرئيس دا سيلفا قال انه "سيتابع دعمه السياسي الذي يطلبه لبنان وهو مثل كل رؤساء دول العالم يريد معرفة الحقيقة ومعاقبة من قتل رفيق الحريري, ونحن متفائلون جداً". وأكد انه سيعود "في وقت قريب جداً" الى لبنان لپ"إنني افتقد بلادي". وكان الحريري اكد في مأدبة عشاء اقامها "نادي جبل لبنان" في ساو باولو "أننا لن نضيع في المتاهات والصغائر التي يحاولون استدراجنا إليها من خلال الحملات التي تشن على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعلى القيادات الوطنية و"تيار المستقبل" ووليد جنبلاط وعلى سعد الحريري شخصياً لأنها حملات لا تليق بطموحات اللبنانيين في الاخوة الصادقة والعلاقات المميزة المبنية على الندية". وقال: "تعالينا على مشاعرنا جميعاً ورفضنا الانزلاق إلى فخ الشخصنة وسنبقى مركزين على مشروعنا ومتابعة مشروع شهيد لبنان العظيم رفيق الحريري من أجل اقتصاد مزدهر ومجتمع متضامن في وطن حر سيد مستقل". وجدد الحريري التأكيد على متابعة نهج والده "وأننا متمسكون بالعيش المشترك وبدستور الطائف، هذا الاتفاق الذي كان الرئيس الشهيد محركاً أساسياً للتوصل إليه، من أجل وقف الحرب والدمار في لبنان وإطلاق إعادة إعماره وإعادة الاعتبار اليه والى مكانته في المجتمع العربي والدولي". وخاطب الحضور قائلاً: "إنني متأكد أنكم تشاركونهم اليوم الدعوة إلى تحقيق العدالة، بعدما بدأت الحقيقة بالجلاء، والتصميم على سوق المجرمين القتلة، وكل المحرضين والمشاركين في الجريمة الارهابية، مهما علا شأنهم، وفي أي بلد كانوا.هؤلاء يجب أن يساقوا إلى محاكمة دولية تنزل بهم أشد العقاب". وأضاف: "أنتم تعرفون، كما نعرف نحن ويعرف جميع اللبنانيين، أن رفيق الحريري لم يقتل لأنه رأس عائلة، ولا لأنه ينتمي إلى طائفة ما، أو مجموعة ما. اغتالوا رفيق الحريري لأنه كان يجسد فكرة محددة للبنان، وحلماً عظيماً لمستقبله، وطموحاً ممكناً لشعبه، ونموذجاً حضارياً لأمته ومنطقته، عبر عنه في كل لحظة، وفي كل مناسبة، كما في تلك المناسبة التي وقف فيها أمامكم في زيارته الثانية والأخيرة لسوء الحظ الى البرازيل, لذلك، قلنا مراراً وتكراراً، ونكررها هنا، أننا لسنا طلاب ثأر، بل طلاب عدالة. نحن نطلب العدالة، ليس لدماء رفيق الحريري فحسب، بل لدماء لبنان، لدماء كل اللبنانيين الذين سقطوا وقد يسقطون لا قدر الله، طالما لم تعرف الحقيقة، ولم تحقق العدالة. فطالما اعتبر البعض أن في إمكانه أن يمد يده إلى لبنان وشعبه واستقراره وأي رمز من رموزه، وأن يبقى قادرا على الإفلات من يد العدالة، فلن يكون أحد منا ومنكم، كما لن يكون لبنان، بمأمن من أطماع الهيمنة وأوهام النفوذ لدى هذا الطرف أو ذاك". وكرر القول: "إننا مؤمنون بلبنان العربي، وطناً نهائياً لأبنائه، ولهم وحدهم. وطن سلام لا مكان فيه للتطرف والإرهاب، وطناً حراً، سيداً مستقلاً، يدعم قضية العرب المركزية، قضية اخوانه الفلسطينيين، ويرفض قولاً وفعلاً ودستوراً أي محاولة لتوطينهم. هو وطن تحررت معظم أراضيه من الاحتلال، ولن يترك وسيلة حتى يستعيد ما تبقى منها محتلاً في مزارع شبعا. وطن ينتمي إلى الحضارة الإنسانية، ويحترم شرعيتها الدولية، ويبحث عن أفضل العلاقات مع أشقائه، نعم وأقربهم إليه سورية، ومع أصدقائه في العالم، وهم كثر، ومن بينهم البرازيل، هذه الأمة العظيمة التي استضافتكم فأصبحتم رواداً في صناعة مستقبلها". وتحدث في الحفل مسؤول "تيار المستقبل" في البرازيل سهيل يموت الذي أعلن عن حفل لإزاحة الستار عن تمثال للرئيس الشهيد في ساحة أرز لبنان في ساو باولو الأحد المقبل "عربون وفاء من محبي الرئيس الشهيد لآل الحريري وللنائب سعد الحريري والسيدة المخلصة نازك الحريري ولسائر أفراد العائلة". كما تحدث قنصل لبنان العام في ساو باولو جوزيف صياح وسفير لبنان في البرازيل فؤاد خوري, وحاكم ولاية ساو باولو.