أكد رئيس الجمهورية اميل لحود أمس ان التحقيقات في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ستأخذ مجراها لكشف كل ملابساتها لا سيما الطريقة المبتكرة التي تم فيها تفجير موكب الرئيس الشهيد ولأجل ذلك فإن لبنان يمكن ان يطلب اذا اقتضى الأمر، مساعدة عدد من الخبراء التقنيين للاشتراك مع المسؤولين المعنيين في لبنان في جلاء الغموض الذي لا يزال يحيط بالوسيلة التي استخدمت لتفجير الموكب. وأبلغ لحود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان "جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تستهدفه كشخص فحسب، بل ما كان يمثله من رجل وفاق وتواصل بين جميع اللبنانيين الذين لفّهم الحزن والأسى عن لغيابه المؤلم". وقال لحود، إن الهدف من اغتيال الرئيس الحريري هو "احداث فتنة في البلاد طالما عمل الرئيس الحريري لمنع حصولها مستخدماً علاقاته الواسعة بين الاطراف المحليين والاقليميين والدوليين من أجل تجنيب البلاد أي هزة من شأنها ضرب الاستقرار والأمن اللذين نعم بهما لبنان خلال السنوات الماضية". وأبلغ لحود موسى انه دعا جميع القيادات اللبنانية السياسية والروحية الى وعي خطورة المؤامرة التي استهدفت لبنان من خلال اغتيال الرئيس الحريري، والالتقاء حول ما يعزز وحدة لبنان وتوافق أبنائه ويعطل كل المحاولات الرامية الى ضرب مسيرة السلم الاهلي واسس الوفاق الوطني التي التزمها اللبنانيون منذ اتفاق الطائف. وشدد لحود على قدرة الاجهزة الأمنية اللبنانية على ضبط الوضع الأمني في البلاد وعدم السماح بحصول أي فلتان تستغله الجهات المعادية للبنان للاساءة الى استقراره وأمنه. وكان موسى قدم الى لحود التعازي باستشهاد الرئيس الحريري وتداول معه في ظروف جريمة الاغتيال والاجراءات التي اتخذتها الدولة اللبنانية لمتابعة ما حصل. وبعد اللقاء تحدث موسى فقال: "طبعاً يمر لبنان في مرحلة حزينة جداً، ودقيقة بعد اغتيال المرحوم الشهيد رفيق الحريري، وأنا هنا لاقدم العزاء بالفقيد، وفي الوقت نفسه التقيت السيد رئيس الجمهورية، وتحدثنا في الوضع وفي خطورته ودقته. الجامعة العربية والعرب جميعاً يهتمون بلبنان وباستقرار لبنان، وبخروج لبنان من الأزمات المتتالية مثل التي يمر بها الآن. وتحدث السيد الرئيس عن التحقيق الفوري والسريع، وأيضاً قد يُدعى خبراء من الخارج، وهذا أمر مهم حتى تكون الأمور واضحة لأن الكل يطالب بتحقيق وبمعرفة ماذا حدث وأدى الى هذا الوضع الخطير للغاية. الآن نحن في انتظار التحقيق ونتائجه، ولكن في الوقت نفسه هناك مشاورات كثيرة تتم بين العواصم العربية وبين المسؤولين العرب للاتفاق على ما يمكن عمله في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وايضاً يمر بها لبنان، والذي نرجو ان نجنبه الفتنة ومخاطر وتداعيات ما حدث". واستقبل وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود المبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي الى عملية السلام في الشرق الاوسط مارك اوتي، قبل ظهر امس بحضور مدير الشؤون السياسية السفير بطرس عساكر وسفير الاتحاد الاوروبي لدى لبنان باتريك رينو. وقال اوتي اثر الاجتماع رداً على سؤال عما اذا كان الاتحاد الاوروبي مستعداً للمشاركة في التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية المختصة لمعرفة الجهة التي كانت وراء اغتيال الرئيس الحريري: "ان زيارتي الى بيروت ليست زيارة عمل، بل زيارة مخصصة لتقديم التعازي الى الحكومة والى الشعب اللبناني والى عائلة الحريري، لننقل الحزن الذي نشعر به لما يعانونه في هذا اليوم". وأضاف: "اما في ما يتعلق بما حصل، لن نتخذ أي موقف، نحن لنا ملء الثقة بالسلطات اللبنانية لاكتشاف الجهة الفاعلة وايجاد الاسباب لما حصل ومعاقبة مرتكبي هذا العمل الفظيع". وعن الدور الذي يمكن للاتحاد الأوروبي ان يلعبه في لبنان بعد صدور البيان الرسمي عن مجلس الأمن الذي طالب بمعرفة الجهة التي كانت وراء اغتيال الرئيس الحريري، قال: "نحن بالتأكيد متفقون مع البيان الرئاسي الذي صدر، لأننا ساهمنا في صياغته، اما بالنسبة الى دور الاتحاد الاوروبي في لبنان فهو لن يقتصر على هذا الحادث المأسوي، هناك طرق عدة لمنع حصول مثل هذه الحوادث. لدينا مع لبنان علاقة صداقة قوية منذ وقت بعيد في مجالات سياسية واقتصادية وثقافية عدة ولدينا الاسباب لمتابعتها وتعميقها". وعن الدعوة لانشاء لجنة تحقيق دولية، اجاب: "أعتقد بأن من المبكر التعليق على ذلك، اسألوا الجهة التي وجهت الدعوة لتجدوا الجواب على هذا السؤال. ما يهمنا هو ايجاد الظروف الملائمة للحؤول دون تكرار شبح ما كان قد حصل سابقاً في لبنان". بيرنز عند حمود واستقبل حمود مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى وليم بيرنز في حضور السفير الأميركي جيفري فيلتمان. ودعا بيرنز بعد اللقاء الى انسحاب كامل وفوري للقوات السورية من لبنان. كما جدد ادانة بلاده القوية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. وشدد على وجوب اجراء تحقيق جدي وقابل للتصديق باستعمال مصادر أي طرف من المجتمع الدولي والتي يمكن ان تساعد في شكل افضل في هذه المسألة، من اجل سوق المسؤولين عن هذا العمل الارهابي الفظيع الى العدالة. واعتبر ان اغتيال الرئيس الحريري يجب ان يعطي دفعاً جديداً من اجل انجاز سيادة لبنان وحريته واستقلاله وهذا يعني التطبيق الفوري للقرار الرقم 1559 وذلك يعني التطبيق الكامل والفوري لسحب سورية جميع قواتها من لبنان. وقال: "في اجتماعي مع وزير الخارجية في هذا اليوم الحزين للبنان شددت مجدداً على الادانة الأميركية القوية لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ودعوني اكرر ثانية تعازينا لعائلة الحريري ولعائلة الضحايا الابرياء في هذا العمل الارهابي الوحشي. ان الولاياتالمتحدة تنضم الى المجتمع الدولي بأكمله في التشديد على الاهمية الملحة لاجراء تحقيق جدي وذي صدقية من اجل جلب المسؤولين عن هذا العمل الارهابي الى العدالة". واضاف: "كان الرئيس رفيق الحريري رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى ملتزماً بعمق باستقلال لبنان وسيادته وحريته. وكان للرئيس الحريري معجبون واصدقاء كثر في الولاياتالمتحدة واليوم ينضم الأميركيون الى الشعب اللبناني لمشاركته شعوره العميق بالغضب والخسارة والغيظ". وقال ان "المجموعة الدولية ستراقب بعناية فائقة تحضيرات لبنان للانتخابات النيابية في الربيع المقبل. يجب ان يسمح للشعب اللبناني ان يصنع خياراته السياسية بنفسه وان يقود انتخاباته بنفسه من دون تدخل او وساطة أجنبية". واضاف بيرنز: "دعوني اشدد اخيراً على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559 حيث التصميم المتجدد من المجتمع الدولي على عزمه العمل مع جميع الدول والحكومات في العالم لضمان التعاون الكامل بين الحكومات لمكافحة الارهاب". وبعد ان شدد على اهمية ان يكون التحقيق جدياً، قال: "نعتقد بأن هذا مهم جداً وسننضم اليه كما قلت مع ما يقوم به شركاؤنا في مجلس الأمن، ان المجلس والأمين العام للامم المتحدة يتحركان الآن وفقاً لقواعد ملحة لاعداد تقرير وستدعم الولاياتالمتحدة هذا الجهد بقوة. والمهم كما شددت وكما شدد عليه مجلس الأمن امس هو ان تكون التحقيقات جدية وذات صدقية تؤدي الى ما فيه مصلحة الشعب اللبناني والمنطقة، والمجتمع الدولي لأن ذلك امر ملح". وزار بيرنز البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في بكركي في حضور السفير الأميركي جيفري فيلتمان والوفد المرافق. وأدلى بعد اللقاء بتصريح قال فيه انه "يوم حزين للبنان بعد جريمة القتل المأسوية للرئيس الحريري. وقد ركزت في لقائي مع البطريرك صفير على القرار والاهمية التي تعلقها الولاياتالمتحدة والكثير من الاسرة الدولية على فورة الشعب اللبناني باجراء انتخابات برلمانية في الربيع المقبل من دون أي تدخل خارجي او تهديد خارجي وفي هذا الاطار اشرت الى بيان المطارنة الموارنة الذي صدر اخيراً وسررت اليوم بأن اتكلم مع البطريرك صفير". ونفى علمه بالمسؤول عن هذا العمل الارهابي البشع، وقال: "ولكن كل ما اعرفه ان المسؤولين عن هذا العمل يجب ان يلاحقوا قضائياً مباشرة ويجب اجراء تحقيق مطول وجدي. وما اعرفه هو ان امام سورية مسؤوليات موضحة في القرار 1559 وهذه المسؤولية يجب تطبيقها فوراً". وعما اذا كان يتوقع عقوبات جديدة على سورية، قال: "كما تعلمون لقد استدعينا سفيرتنا في دمشق الى واشنطن من اجل اجراء مناقشات وهذا عربون اهتمام معمق بتصرف سورية وبصعوبة العلاقات التي نواجهها مع سورية. وكما تعلمون ان قانون محاسبة سورية الصادر في الكونغرس الأميركي والذي بدأ الرئيس بوش بتطبيقه ينطوي على احكام عدة. ومن المؤكد ان هذا سيكون موضوع مشاورات". وعن نظرته الى مستقبل لبنان قال بيرنز ان لديه ايماناً عميقأً بقدرة الشعب اللبناني على تولي شؤونه الخاصة سياسياً وعلى إجراء الانتخابات النيابية في الربيع في طريقة تكون مصدر فخر للبنان، ويحمل نظاماً سياسياً يستحقه اللبنانيون. وأضاف: "أنا أؤمن بقدرة اللبنانيين على بناء مستقبل اقتصادي نتيجة للجهود التي بذلها الرئيس الحريري الذي ألهم الشعب اللبناني في هذا الاطار". واعتبر بيرنز ان هذا يتطلب الكثير من الدعم من اصدقاء لبنان للتأكد من ان اللبنانيين يستطيعون تحقيق اهدافهم بانفسهم ويمكنكم ان تتأكدوا من التزام الولاياتالمتحدة بتحقيق ذلك. وكان رئيس الجمهورية تلقى برقيات تعزية من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء عبدالله بن خليفة آل ثاني وسلطان مسقط قابوس بن سعيد ونائب رئيس الوزراء في السلطنة فهد بن محمود آل سعيد وولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح والرئيس الايراني سيد محمد خاتمي والرئيس اليوناني كونستانتينوس ستيفانوبولس والرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الأرميني روبرت كوتشاريان والرئيس البلغاري جورجي بارفانوف ورئيس ساحل العاج لوران غباغبو ورئيس مجلس الشعب المصري الدكتور فتحي سرور ومن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج عبدالرحمن بن حمد العطية.