كريستيان ديور، اسم أحدث ثورة في عالم الأزياء بعد الحرب العالمية الثانية. ديور شكل استثناءً ثقافياً فرنسياً تخطى حدود الابداع في مجال الأزياء، ليتحول اسماً لامعاً حتى بين رجال الأعمال. وفاء له، وفي الذكرى المئوية الأولى لولادته تقام له احتفالات تكريمية عدة في فرنسا، ابرزها افتتاح معرض ضخم في المنزل الذي أبصر فيه ديور النور والذي تحول متحفاً يضم مجموعات من تصاميمه القديمة. المعرض الذي افتتح في شهر أيار مايو الماضي يستمر حتى الخامس والعشرين من أيلول سبتمبر المقبل. ويتخلل هذه الاحتفالات التي وضعت تحت عنوان"كريستيان ديور رجل العصر"عرض أفلام وثائقية عن دار كريستيان ديور للأزياء وعرض لمجموعته الأدبية الخاصة، اضافة الى سهرات موسيقية وندوات عن انطلاقة الأزياء الفاخرة وتطورها منذ نصف قرن والدور الأساس الذي لعبه كريستيان ديور في رفع شأن الأزياء والعطورات الى مرتبة الفن الابداعي. المعرض يلخص عمل كريستيان ديور ومنجزاته في عالم الأزياء خلال عشر سنوات أمضاها على رأس مؤسسته قبل أن يتوفى عام 1957. كذلك تعرض مجموعات لأسماء مشاهير في عالم الموضة ممن خلفوا ديور على رأس مؤسسته بعد وفاته، من أمثال ايف سان ديور وجون غاليانو وجيانفرانكو فري. ويقدر عدد العاملين في مجموعة كريستيان ديور بنحو 60 ألف شخص بينهم 3500 في القطاع المتعلق بتصميم الأزياء، أي خارج اطار معامل الخياطة وأجهزة التسويق والبيع وانتاج العطورات التابعة لديور. ويقدر اجمالي مبيعات مجموعة ديور ب 595 مليون يورو، أي بزيادة ثلاثة أضعاف خلال ست سنوات. زوار المعرض يمكنهم أن يتجولوا في الحديقة المحيطة بمنزل والدي كريستيان ديور على شواطئ منطقة النورماندي والتي أصبحت ملكاً للبلدية منذ أكثر من 60 عاماً نتيجة صعوبات مالية تعرضت لها أسرة مصمم الأزياء الشهير. وهذه الحديقة تعبر الى مدى بعيد عن ذوق كريستيان ديور وحبه لبعض أنواع الزهور التي كانت في صلب مكونات عطوره. كما يمكنهم أن يطلعوا على مجموعته الأدبية الخاصة وعلى لوحات نادرة يضمها متحفه الخاص.