بوينس ايريس - أ ف ب - بدا ان الناخبين الارجنتينيين صوتوا لمصلحة خيار التقشف من خلال انتخابهم زعيم المعارضة فرناندو دي لاروا رئيساً للجمهورية. وأظهرت الارقام الرسمية ان غالبية كبرى من الناخبين فضلت مرشح المعارضة على منافسه البيروني ادواردو دوهالدي . اذ خسر حزب العدالة الذي ينتمي اليه السلطة بعد اكثر من عشرة اعوام من الهيمنة عليها في ظل رئاسة كارلوس منعم. ووعد دي لاروا فور الاعلان عن فوزه الارجنتينيين باعادة الكرامة الى البلاد ومكافحة الفساد وإلغاء عدم المساواة وخلق وظائف. لكن الفوز الساحق لرئيس بلدية بوينس ايريس الذي بلغ رسمياً 11 نقطة بعد فرز اكثر من 70 في المئة من الاصوات، لم يترافق مع فوز مرشحة المعارضة غرازييلا فرنانديز مجيدي في السباق لمنصب حاكم مقاطعة بيونس ايريس وهي الاهم في البلاد. وأقرت مجيدي بهزيمتها امام نائب الرئيس المنتهية ولايته كارلوس روكوف الذي ثبت مواقعه في مقاطعة تعتبر تقليدياً موالية للبيرونيين. لكن الحلف ابقى على بعض الامال في احراز تقدم في العاصمة. ولم يشكل فوز دي لاروا مفاجأة بحيث ان كل استطلاعات الرأي توقعت ذلك مسبقاً. وواكبت الاسواق المالية منذ الاسبوع الماضي احتمال فوز المعارضة. وحققت ارتفاعاً زادت نسبته عن 7 في المئة. لكن فرناندو دي لاروا لم يطلق خلال حملته الانتخابية وعودا غير اعتيادية حيث تعهد تعديلاً بنيوياً وخفض العجز للسنة المقبلة بواقع 4 بلايين دولار واحترام الالتزامات مع صندوق النقد الدولي التي اثار دوهالدي شكوكاً حولها في تموز يوليو الماضي. وحاز الرئيس الجديد الذي سيتولى مهامه في 10 كانون الاول ديسمبر المقبل على ثقة الصناعيين في وقت بدأ فيه الاقتصاد يتراجع بشكل اضافي عن المستوى الذي وصل اليه في كانون الثاني يناير الماضي اثر قرار البرازيل تعويم الريال. وعلى الصعيد الاقتصادي سيكون على دي لاروا وخبرائه الماليين مواجهة عجز توقع الفريق المنتهية ولايته ان تبلغ قيمته 1،5 بليون دولار للعام 1999. لكن من المحتمل ان يتخطى ذلك. وسيرث الرئيس الجديد أيضاً ديناً خارجياً بقيمة 140 بليون دولار أي أكثر من ضعف المبلغ الذي ورثه كارلوس منعم عن الرئيس السابق راوول الفونسين قبل عشرة اعوام حتى ولو كان من الصعب مقارنة الوضع المالي في البلاد بين هاتين الفترتين. أما من الناحية الاجتماعية فوعد الرئيس الجديد بوضع حد للبطالة التي بلغت نسبتها 5،14 في المئة من السكان القادرين على العمل. واضطر كارلوس منعم، الذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثالثة، للتصويت لدوهالدي فيما كان خياره الشخصي موجهاً نحو حاكم مقاطعة سانتافي كارلوس روتمان، السائق السابق في سباقات السيارات السريعة "فورمولا وان" والذي يحظى بشعبية واسعة. وتنصل منعم، الذي يملك حساً سياسياً غير قابل للجدل، السبت، من مسؤولية التغير المحتمل في مسار الانتخابات واعلن انه لن يشعر بأي مسؤولية عن هزيمة المرشح "الرسمي". واتهم مناصرو دوهالدي الرئيس المنتهية ولايته دائما بدعم مرشحهم بشكل سطحي. ووزعت ملصقات حملت شعار "منعم 2003" في نهاية الحملة الانتخابية، ما اثار غضب ادواردو دوهالدي. وفي نهاية الحملة الانتخابية فرض فرناندو دي لاروا نفسه بسهولة في السباق مع وجود كارلوس منعم خارج المنافسة، في حملة لم تلق حماسا لدى الارجنتينيين للمرة الاولى منذ عودة الديموقراطية الى البلاد في 1983.