يرجح ان تضع الانتخابات الرئاسية في الارجنتين حداً لحكم الحزب البيروني بزعامة الرئيس كارلوس منعم. وأشارت استطلاعات الرأي الى تقدم مرشح تحالف اليسار - الوسط فيرناندو دي لاروا وهو حاكم مقاطعة بوينس ايريس على المرشح البيروني ادواردو دوهالدي وهو رئيس بلدية مدينة بوينس ايرس. واتهم دوهالدي الرئيس منعم بعدم وضع ثقله وراء حملته، ملمحاً الى طموح الأخير في العودة الى المنصب سنة 2003. وخيم على الانتخابات موضوعا مكافحة الفساد والجريمة. بوينس ايريس - أ ب، رويترز - توجه الناخبون في الارجنتين الى صناديق الاقتراع امس الاحد، للادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي ستضع على ما يبدو حداً لحكم الحزب البيروني بزعامة الرئيس كارلوس منعم والذي استمر عشرة اعوام. وأشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم حاكم مقاطعة بوينس ايريس فيرناندو دي لاروا، مرشح حزب التحالف المعارض اليسار - الوسط، بفارق 15 نقطة مئوية، على البيروني ادواردو دوهالدي رئيس بلدية بوينس ايرس، عاصمة المقاطعة. ويتوقع ان يفوز دي لاروا بالرئاسة في الجولة الاولى من دون الحاجة الى جولة اعادة مقررة مبدئياً في 14 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ليصبح الرئيس الثاني والاربعين للبلاد. كما أشارت الاستطلاعات الى ان الناخبين الارجنتينيين الذين يزيد عددهم عن 24 مليوناً، سيعبرون عن سأمهم من فضائح الفساد التي أحاطت بإدارة الرئيس منعم وتزايد نسبة البطالة التي طاولت 5،14 في المئة من الناس. ومعلوم ان المشاركة في الانتخابات الزامية للذين تتجاوز اعمارهم ال 18 عاماً، بين سكان البلاد البالغ عددهم 36 مليون نسمة. وتجاهل الرئيس الارجنتيني توقعات الاستطلاعات، مشيراً إلى ان بعض المحللين السياسيين لم يتوقعوا اعادة انتخابه عام 1995. لكن منعم الذي يحظر عليه الدستور تولي الرئاسة لولاية ثالثة، تعهد بتسليم للسلطة بشكل سلس الى الفائز بالرئاسة وذلك في العاشر من كانون الاول ديسمبر المقبل. وشكا المرشح البيروني للرئاسة من ان "منعم لم يفعل شيئاً" لدعم حملة الحزب، على اساس ان الأخير يفضل خسارة البيرونيين هذه الولاية، كي يتمكن من المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2003. وعلق منعم البالغ من العمر 69 عاماً على ذلك بالقول: "لا دخل لي، انا لست مرشحاً"، مؤكداً رغبته في خوض السباق الرئاسي المقبل. وتغيّب منعم، السوري الاصل، عن مهرجانات دعم المرشح البيروني، مبرراً ذلك بارتباطات اخرى لديه، مشيراً إلى انه "لم يكن مدعواً". وتعهد المرشحان دي لاروا 62 عاماً ودوهالدي 53 عاماً في حملاتهما بمعالجة أسباب الركود الاقتصادي ومكافحة البطالة. وثمة مرشحون آخرون للرئاسة حظوظهم ضئيلة وأبرزهم وزير الاقتصاد السابق دومينغو كافالو. وسيتعين على دي لاروا في حال فوزه ان يتعامل مع غالبية من الحكام البيرونيين ومع كونغرس لا يكن له المودة أيضاً. كما سيتعين عليه التعامل مع النقابات المحلية النافذة وجميعها موالية عملياً للتيار البيروني. وجرت خلال الانتخابات الرئاسية امس، انتخابات لاختيار ستة من حكام المقاطعات الارجنتينية ال23، اضافة الى اختيار 116 من اعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 257. عهد منعم وينظر الارجنتينيون بتباين الى عهد الرئيس منعم. ويركز بعضهم على الفساد في ادارته ومنحه امتيازات لانصاره. ويشيرون خصوصا الى إنفاقه اموالا عامة لبناء مطار ضخم في بلدة انيلاكو مسقط رأسه وحيث يملك مزارع. لكن خصوم منعم تعهدوا في الوقت نفسه بالابقاء على سياساته الاقتصادية، خصوصاً في مجال مكافحة التضخم. كما يجمعون على اصلاحاته السياسية التي اخضعت الجيش للقانون المدني وقلمت "مخالب" النقابات. ويجمع كثيرون على نجاح منعم في القضاء على التضخم وجعل بلاده من العملاء المفضلين لصندوق النقد الدولي. ونما الاقتصاد في عهده بمعدل 50 في المئة منذ عام 1990. والمتاجر التي نهبت عام 1989 في الانتفاضة على حكم سلفه راوول الفونسين، أصبحت حالياً ملكاً لمتاجر عالمية. وأصبحت مقاهي بوينس ايرس التقليدية تواجه منافسة ضارية من مطاعم الوجبات السريعة الاميركية المنتشرة في المدينة. وعندما تولى منعم الرئاسة كان الدولار يساوي مئة الف بيزو فطرح منعم نظام قابلية العملة للتحويل عام 1991 ليصبح الدولار يساوي بيزو واحداً.