استبقت طهران أمس تحذير مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية لها من مغبة مواصلة نشاطاتها النووية، بتأكيدها ان التحذير المرفق بتهديد لإحالة ملفها على مجلس الامن هو بمثابة"اعلان مواجهة". وأوضح مساعد رئيس مجلس الامن القومي الايراني جواد وعيدي ان نصين جرى تداولهما في مجلس محافظي الوكالة،"يتضمنان اشارة الى مجلس الامن"، علماً ان احدهما أقل تشدداً، إذ يعطي طهران فرصة للتعاون في وقف نشاطاتها، فيما يقترح الاخر احالة فورية للملف على مجلس الامن حيث يمكن ان تفرض عقوبات. واتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثي الاوروبي بريطانيا، فرنسا، المانيا الذي تولى التفاوض مع بلاده، ب"سوء استغلال الايجابية التي ابدتها ايران في تعاونها مع الوكالة"، متهماً الترويكا بالسعي الى حرمان بلاده من حقها في دورة الوقود النووي في شكل يتعارض مع بنود معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. واعلن في طهران ان احمدي نجاد اتصل هاتفياً بنظيره الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ، معرباً عن شكره لما ابداه بلداهما خلال اجتماعات وكالة الطاقة من معارضة لإحالة الملف الايراني على مجلس الامن وتفضيل الحوار مع طهران. وفشل الجانب الغربي في اقناع روسيا والصين ودول عدم الانحياز بتأييد الموقف الاميركي الداعي الى التحرك ضد ايران فوراً، ما انعكس تأجيلاً متكرراً لجلسات المداولات في مجلس محافظي الوكالة، بسبب الانقسام الذي استدعى طرح صيغة ثالثة لنص يكتفي بإدانة طهران لعدم تعاونها ولا يلمح الى مجلس الامن. وبدا ان روسيا غير مكترثة بما يجري في فيينا، إذ وصل الى موسكو فريق من 14 مهندساً وتقنياً ايرانياً، من اجل دورة تدريبية في مركز"آنرغواتم"النووي الروسي تستمر حتى نهاية السنة يعودون بعدها للانضمام الى الفريق الايراني الذي يتولى ادارة مفاعل بوشهر وتشغيله. وكانت موسكو تعهدت تدريب الفنيين والمهندسين الايرانيين الذين يتولون هذه المهمة، طبقاً لنصوص العقد الموقع بين الطرفين لبناء بوشهر. وتعتبر المجموعة الجديدة من المتدربين الاخيرة من بين 700 مهندس ايراني تم تدريبهم في روسيا ونالوا شهادات علمية في هذا المجال، على ان يقوم فريق من الخبراء النوويين الروس باستكمال هذه الدورات داخل المفاعل تمهيداً لمرحلة تسليمه الى الخبراء الايرانيين السنة المقبلة وبدء العمل فيه. ونقلت تقارير عن رئيس الوكالة الروسية للطاقة الذرية الكسندر رومانتسييف قوله ان موسكووطهران تبحثان حالياً في سبل توسيع مجالات التعاون النووي بينهما. وكانت وكالة الطاقة النووية الايرانية اعلنت قبل اسابيع عن نيتها طرح مشروع بناء محطتين نوويتين على المناقصة الدولية في اطار خطة لبناء نحو عشرين مفاعلاً نووياً لانتاج الطاقة الكهربائية.