ينهي الايرانيون اليوم، انتظاراً دام أكثر من ثلاثة عقود، لامتلاكهم مفاعلاً نووياً ينتج طاقة كهربائية. منذ توقيع العقد مع روسيا عام 1992، تطلعت طهران الي امتلاك مفاعل نووي كَثُر الجدل حول استخداماته، هل هي لأغراض سلمية أم لإنتاج اسلحة نووية؟ وعلي رغم تأكيد طهران الطابع السلمي للمفاعل، ولبرنامجها النووي بأكمله، إلا ان دولاً غربية وتحديداً الولاياتالمتحدة، تعتقد بوجود نيات مضمرة لإنتاج اسلحة ذرية، ما دفع هذه الدول الى إحالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن، للتعاطي معه وفق الفصل السابع الذي يجعله ملفاً حساساً بالنسبة الى المجتمع الدولي. ويعتقد الايرانيون ان تشغيل المفاعل سيحدث تطورات جديدة علي صعيد تعاطي المجتمع الدولي مع الملف النووي، اذ ان التعامل سيصبح الآن مع دولة نووية، وليس مع بلد يسعي الى الحصول علي الطاقة النووية. ويحاول الايرانيون توظيف هذا الانجاز، في محادثاتهم المرتقبة مع مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا) حول اتفاق تبادل الوقود النووي، أو مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا). وثمة اعتقاد بأن نجاح محادثات فيينا ستترك بصماتها على المفاوضات مع الدول الست، لتكون صدقية جميع الاطراف على المحك من اجل انجاح المحادثات وغلق الملف النووي الايراني. وتحاول حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد استغلال «إنجاز تدشين مفاعل بوشهر النووي»، لدعم مواقفها على الصعيدين الداخلي والخارجي، خصوصاً أنها تواجه انتقادات عدة في ظل البرنامج الاقتصادي الطموح التي تريد انجازه داخلياً، وسعيها الى استيعاب تداعيات الحظر الاقتصادي الذي فرضه مجلس الامن، اضافة الي الاجراءات الاحادية في هذا الشأن التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ودول أخرى. محطات * 1974: ايران توقّع اتفاقاً مع شركة «سيمنس» الالمانية قيمته 778 مليون مارك لإنشاء محطة بوشهر المؤلفة من مفاعلين يُنتج كل واحد منهما 1290 ميغاواط، علي أن يُسلّم الأول عام 1980 والثاني عام 1981. * تعرضت المحطة الي قصف خلال الحرب العراقية - الايرانية (1980-1988)، وانسحبت «سيمنس» من تنفيذ العقد بعدما دفعت لطهران غرامة مالية. *25/8/ 1992: وقعت ايران مع شركة «اتم استروي» الروسية عقداً لانجاز المفاعل، بحيث بدأ العمل عام 1995، على ان يُنجز عام 2000. لكن الشركة الروسية وقّعت علي عقد ملحق أرجأ إنجاز المفاعل حتى عام 2002. وتعددت التواريخ لانجاز المفاعل، بسبب مشاكل فنية اعترضت العمل وتعهدات مالية طالبت بها روسيا. *17/12/ 2007: أرسلت روسيا أول دفعة من الوقود النووي لتُخزّن في مكان قريب من المفاعل، بإشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية ورقابتها. وبلغت الكمية المرسلة 82 طناً، مُخصبة بنسبة تتراوح بين 1.6 و3.6، مع الاجهزة الجانبية والمعدات الملحقة به. * خلال أعوام 2004 و2007 و2008 و2009، أعلنت طهران وموسكو تشغيل المفاعل، لكنه لم يُنجز بسبب إحالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن، والضغوط التي مارستها الولاياتالمتحدة واسرائيل علي روسيا، لتمتنع عن إنجاز المفاعل.