تنتظر الأوساط النفطية الصناعية بفارغ الصبر المسار النهائي الذي سسيسلكه إعصار ريتا خلال الساعات المقبلة، لمعرفة الأضرار التي يمكن أن تلحق بالمصافي الأميركية. وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أمس أن يتفادى الإعصار مدينتي هيوستن وغالفستون ويتجه إلى الشرق، تجاه الحدود ما بين ولايتي تكساس ولويزيانا. وانخفضت أسعار النفط الامريكي الخفيف الى 66 دولاراً. ومهما كان المسار، فإن خسائر جمة قد لحقت فعلاً بالصناعة النفطية والكيماوية الأميركية. فساحل ولايتي تكساس ولويزيانا يشمل أكبر تجمع لمصافي النفط الأميركية. وأوقف العمل في الكثير منها ونقل الموظفون والعمال وعائلاتهم إلى مناطق آمنة. وهذا معناه، حتى في حال عدم وقوع خسائر مادية جسيمة، كما حدث في لويزيانا في أوائل الشهر نتيجة إعصار كاترينا، إن إغلاق المصافي لمدة أسبوع أو أسبوعين سيعني فقدان ملايين البراميل من البنزين والديزل ووقود التدفئة، ناهيك عن تأخير إنتاج وقود التدفئة لفصل الشتاء المقبل. ويعني ايضاً ارتفاع الأسعار في المستقبل المنظور، على الصعيد الأميركي وكذلك عالمياً لأن الشركات ستحول شحناتها من جهات مختلفة إلى الولاياتالمتحدة. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية أول من أمس الخميس أن 1.379 مليون برميل من النفط الخام، أو 88.3 في المئة من مجمل إنتاج خليج المكسيك، و6.595 بليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، أو 63.4 في المئة، قد تم إغلاقه في شكل احترازي تخوفاً من الأضرار التي قد يخلفها الإعصار. كما تم إيقاف العمل في 18 من مجمل 25 مصفاة نفط، أو نحو 25 في المئة من مجمل طاقة التكرير الأميركية. ونتج عن هذا فقدان 2.2 مليون برميل يومياً من البنزين و 1.2 مليون برميل يومياً من المنتجات الوسيطة و 600 الف برميل يومياً من وقود الطيران. وبلغ مجموع المفقود من المنتوجات البترولية حتى الان 5 ملاين برميل يومياً. اجتماع اعضاء الوكالة أما في حال حصول دمار واسع للمصافي وإغلاق عدد منها، كما حصل في أربعة مصافي مهمة في لويزيانا، فهذا يعني أن العالم سيواجه أزمة نفطية حادة تتطلب حلولاً شاملة بالتعاون بين جميع الأطراف. وأعلن المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود مونديل أن مجموعته، التي تمثل الدول الصناعية الرئيسة المستهلكة للنفط، مستعدة أن تتخذ إجراءات إضافية جديدة بالإفراج عن كميات أخرى من المخزون الاستراتيجي وذلك على ضوء الأضرار التي يمكن أن تلحق بالمصافي الأميركية. وأعلن أن أعضاء الوكالة سيجتمعون نهار اليوم السبت لمراقبة التطورات واتخاذ القرارات المناسبة. ومن الجدير بالذكر أن الوكالة نسقت موقفها السابق أثناء إعصار كاترينا مع الدول الأعضاء في منظمة أوبك. وصرح وزير المال الياباني ساداكازو تانيجاكي أن ارتفاع أسعار النفط سيكون الموضوع الرئيس في اجتماع وزراء المال للدول الصناعية السبع الكبرى في واشنطن خلال العطلة الأسبوعية. وما يزيد من مخاوف الأسواق، الصراع الإثني في نيجيريا، وخصوصاً في دلتا النيجر الغنية بالنفط، حيث استولى الانفصاليون أتباع الزعيم المعتقل مجاهد دوكوبو-اساري على منشآت نفطية لشركتي رويال دتش شل وشيفرون. كما هناك المشكلات الصناعية، مثل إضراب العمال لليوم الثالث في مصفاة غونفرفيل في نورماندي في شمال فرنسا التابعة لتوتال والتي تكرر 328 ألف برميل يومياً.