تسبب الحريق الهائل الذي اندلع موخرا في مصفاة نفط موتيفا التابعة لشركتي أرامكو السعودية وشل في شح إمدادات البنزين والديزل في ولاية لويزيانا الأميركية حيث موقع المصفاة وتحديداً في منطقة كونفينت الواقعة على نهر المسيسبي، في وقت تعد المصفاة من أكبر المصافي النفطية الأميركية بطاقة تكريرية 225 ألف برميل من النفط الخام وتنتج البنزين بطاقة 105 آلاف برميل يوميا، ووقود الطائرات بطاقة 30 ألف برميل، والديزل بطاقة 70 ألف برميل، والكبريت بطاقة 784 ألف طن يومياً. وقد أتى الحريق الهائل مدمراً على وحدة معالجة النفط الثقيل في حين لم تتعرض الوحدات الأخرى لأي أضرار، ولا تزال التحقيقات جارية في حين أشارت التقديرات الأولية إلى أن إصلاحات الوحدة البالغة طاقتها التكريرية 45 ألف برميل يوميا وإعادة تشغيلها من المتوقع أن يستغرق ما بين شهر إلى أربعة أشهر، فيما تعرضت مفاعلات الوحدة إلى أضرار طفيفة. وفقاً لمصادر "الرياض" في المصفاة أن الحريق بدأ من خلال تعرض أحد أنابيب وحدة تكسير الهيدروجين لثقب والتي تستخدم الهيدروجين تحت ضغط عال لإنتاج الديزل والبنزين، وقد لحقت أضرار بالمفاعلات والتي من خلالها تتم عملية مزج الهيدروجين وغاز النفط في وحدة تكسير الهيدروجين وبالتالي تعطل إنتاج الوحدة لوقود السيارات. وفي أعقاب الحريق ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي، مع صعود العقود الآجلة للديزل والبنزين، وإضافة إلى تسبب الحريق في وقف إنتاج الديزل من المصفاة، فقد ساهم الحادث أيضاً في مزيد من المشكلات منها تعطل تنفيذ مشروع أجلته موتيفا لعدة أشهر لدمج عمليات مصفاة كونفينت مع مصفاة موتيفا في نوركو، لويزيانا، التي تقع على بعد 50 ميلا (80 كم) عن موقع الحريق، الأمر الذي عرقل هذه الخطط المجدولة مسبقا. في وقت تجري حالياً مباحثات بين أرامكو السعودية وشل لفض الشراكة في هذه المصفاة المنكوبة التي دخل الطرفان في تحالف ملكيتها عام 1989، حيث تجري المفاوضات على أساس خروج شركة أرامكو السعودية من مصفاة كونفنت وانتقال كامل ملكيتها لشركة شل التي سوف تمتلك أيضاً مصفاة نوركو في ولاية لويزيانا، وتسعة موانئ للتوزيع، والأسواق التي تسوِق شل منتجاتها فيها باسمها التجاري في ولايتي فلوريدا ولويزيانا والمنطقة الشمالية الشرقية من الولاياتالمتحدة. وذلك مقابل استحواذ شركة أرامكو على أصول موتيفا التكريرية التي ستنتقل ملكيتها وإدارتها إليها وتشمل مصفاة بورت آرثر بطاقة تكريرية قدرها 600 ألف برميل في اليوم، في ولاية تكساس الأميركية، إضافة إلى احتفاظ أرامكو بعدد 26 ميناء للتوزيع، واستخدام الاسم التجاري لشركة شل لمبيعات البنزين والديزل حصرياً في أجزاء من ولاية تكساس ومعظم المنطقة الواقعة في وادي المسيسبي، وكذلك أسواق المنطقة الجنوبية الشرقية والشرقية للولايات المتحدة الأميركية.