زاد مرشحو الرئاسة المصرية من جهودهم لكسب ثقة الناخبين، وكانت مدينة المحلة في محافظة الغربية، أمس، مسرحاً لسجال بين مرشح الحزب الوطني الرئيس حسني مبارك ومرشح حزب الغد الدكتور أيمن نور. فقد جال مبارك في الصباح في المدينة والتقى أصحاب المصانع والمستثمرين وعقد مؤتمراً شعبياً، وفي المساء كان نور يفعل الشيء نفسه ولو بإمكانات أقل. لكن الصخب صار مرادفاً لمؤتمرات نور إذ برع مناصروه في ابتكار طرق للفت الانتباه وحض المواطنين على الالتفاف حول مرشح"الغد"والمشاركة في مؤتمراته الشعبية. وانتهت أمس مهلة التنازل عن الترشيح للرئاسة من دون أي مفاجآت. ولم تتلق اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات أي طلبات للتنازل عن الترشيح من العشرة الذين قرروا خوض المعركة الانتخابية. وشهدت الساحات العامة وميادين مصر وجوداً مكثفاً من المرشحين العشرة وتصميماً على الاستمرار في حلبة المنافسة حتى الجولة الاخيرة. وأكد رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة موقفه بأنه يخوض المعركة من أجل الفوز وليس من أجل التمثيل المشرف. وضرب مثلاً بالمؤتمر الجماهيري الواسع الذي شهدته مدينة بورسعيد قبل يومين، مؤكداً أنه سيواصل المنافسة وسيكشف"كل الحقائق أمام الجماهير"لاختياره رئيساً لمصر. وأكد انه سيكسر استمرارية السلطة في يد الحزب الوطني الديموقراطي، وسيؤمن التطبيق السليم لتداول السلطة بين المصريين. وعقد جمعة مؤتمره الثاني مساء أمس في حي روض الفرج الشعبي في القاهرة. وأكد مرشح حزب التكافل الدكتور اسامة شلتوت انه لا يفكر على الاطلاق في التنازل عن الترشيح لأنه"الاولى بهذا المنصب الرئاسي وحزبه صاحب برنامج سياسي واجتماعي قادر على تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية ونقل مصر الى مصاف الدول المتقدمة، على رغم ما تشهده الساحة السياسية من مخالفات جسيمة في الحملات الانتخابية من جانب بعض المرشحين والمزايا التي يستمتع بها هؤلاء المرشحون من دون غيرهم". ونفى المرشح عن حزب الدستوري الحر المستشار ممدوح قناوي أي تفكير في التنازل عن الترشيح، مؤكداً أن حزبه قرر خوض المعركة الانتخابية ووضع خطط الجولات الانتخابية في محافظات مصر ولا صحة على الإطلاق لترك الساحة السياسية لمرشح واحد او اثنين او ثلاثة فقط. في حين اكد المرشح عن حزب الأمة السيد أحمد الصباحي أن فكرة التنازل مرفوضة في الوقت الحاضر. وتساءل:"لماذا أتنازل وأنا اكثر المرشحين حظاً في الفوز بمقعد الرئاسة بعد الرئيس محمد حسني مبارك"، موضحاً أنه على ثقة كبيرة في الفوز. في غضون ذلك، أكد الناطق باسم لجنة الانتخابات الرئاسية المستشار اسامة عطاوية انه لا يفيد ان يتنازل أي مرشح بعد انتهاء موعد التنازل عن الترشيح امس، وستبدأ اللجنة في إعداد شكل ولون بطاقات ابداء الرأي تمهيداً لطبعها بداية الأسبوع المقبل، ثم توزيعها على اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية. وأشار الى أنه إذا خلا مكان احد المرشحين لأي سبب غير التنازل عن الترشيح خلال الفترة بين اعلان القائمة النهائية وقبل انتهاء الاقتراع يتم الاعلان عن هذا الخلو وتأجيل الموعد المحدد للاقتراع مدة لا تزيد على خمسة وعشرين يوماً. وحض عطاوية المرشحين العشرة على سرعة تسليم البيانات والمستندات الدالة على مصادر تمويل الحملة الانتخابية وأوجه الانفاق من الحساب المخصص لكل مرشح. إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية المصرية انها تقوم بتحركات مكثفة لتعريف المجتمع الدولي من دول وحكومات وبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني بمجريات عملية الانتخابات الرئاسية، وذلك من خلال البعثات الديبلوماسية في دول العالم. وقال وزير الخارجية السيد احمد أبو الغيط إنه تم تشكيل مجموعة عمل في الوزارة لمتابعة حملات المرشحين العشرة للانتخابات الرئاسية، واحاطة بعثات مصر الديبلوماسية في الخارج بمضمون تلك الحملات لنقل"صورة موضوعية واضحة عن سير تلك العملية"وبرامج المرشحين الى حكومات وبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام، ومراكز البحث في دول العالم المختلفة.