على رغم خسارتها المالية في 1995، تضاعفت قيمة أسهم شركة"نت سكايب"في اليوم الاول لدخولها بورصة"نازداك"الأميركية للتكنولوجيا. فبلغ رأسمالها في البورصة بليوني دولار. ودشن برنامج"نت سكايب"حقبة جديدة في تاريخ شبكة الانترنت، فلم يعد تصفح صفحات الشبكة العنكبوتية حكراًً على المتخصصين في التكنولوجيا. وعلى غرار"نت سكايب"، تضاعفت أسهم محركي البحث"غوغل"وپ"بايدو"عند دخولهما البورصة. ففي 2004، زادت قيمة سهم"غوغل"240 في المئة عما كانت عليه. وفي آب أغسطس الجاري، تضاعف سعر سهم"بايدو"خمس مرات. وتجسّدت الفورة"الخرقاء"، على قول رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الاميركي ألان غرينسبان، في ارتفاع قيمة مؤشر"نازداك"نحو 5 أضعاف بين 1995 وپ2000، أي حين أسس طلاب في مرائيب بيوتهم شركات إنترنت تجاوزت قيمة أسهمها في البورصة قيمة اسهم الشركات الصناعية العملاقة. وما لبث مؤشر"نازداك"ان انخفض نحو 40 في المئة عما كان عليه في الاعوام الخمسة الماضية. وقلبت محركات البحث الالكترونية، وشركات الانترنت معايير الاقتصاد والاستهلاك رأساً على عقب، وهددت صناعات الموسيقى والأفلام والإعلان. ويتوقّع المراقبون أن يخسر قطاع الاتصالات ثلث أرباحه من الخطوط الثابتة لمصلحة الاتصالات الصوتية عبر الإنترنت. وهذا وجه"الاقتصاد الجديد"الظاهر على الملأ. وأما وجهه الخفي فهو أثره في عمل المؤسسات واستراتيجياتها. ويسع المؤسسات اليوم الاتصال بأنحاء العالم وكأنها وحدة متصلة، والتكيف مع الاسواق المحلية وكأن السوق قائمة برأسها. وهذا يؤدي الى تأجيج المنافسة. فاستخدام الوسائل الإلكترونية لتبادل المعلومات بين المزودين والمقاولين والزبائن ومقدّمي الخدمات وهيئات التمويل بات شائعاًً، شأنه شأن المقارنة الدائمة بين فرص الاستثمار والشراء والمبيع في الأوقات كلها. وفي مراحل انتشار الانترنت الاولى، ساد اعتقاد بين الناس ان الإنترنت يأسرهم خلف أجهزتهم، فيجبرهم على العمل والاستهلاك والترفيه بواسطته. وما لبث أن تبيّن أن الانترنت وسيلة مذهلة للتواصل. ويدل استعمال البريد الإلكتروني على نطاق واسع، والاقبال على التراسل الفوري، وندوات النقاش الالكترونية طبعاً، ومواقع اللقاء والاجتماع والبلوغ، إلى تعطش المجتمعات الحديثة الى التعبير عن النفس، وتلقي المعلومات. عن غاييل ماكه، وأريك ليسر وجان دو شامبور الخبير في متابعة تطور التكنولوجيا، لوموند الفرنسية 19/8/2005.