نيويورك- رويترز، أ ف ب - أبرمت شركة «مايكروسوفت» الأميركية لبرامج الكومبيوتر، صفقة لشراء شركة «سكايب تكنولوجيز» لخدمات الاتصال بالفيديو عبر الانترنت بقيمة 8.5 بليون دولار نقداً تشمل الديون، ما يبرز طموح شركة التكنولوجيا العملاقة المتزايد لسّد فجوة في إصداراتها من برمجيات الهواتف الخليوية. ولن يكون لشراء شركة «سكايب»، التي تتكبد خسائر، أثر فوري على وضع «مايكروسوفت» المالي، لكنه سيؤكد عزمها على مزاحمة منافسين مثل «أبل» و«غوغل». وتوجّه «مايكروسوفت» مزيداً من الجهد والموارد للهاتف الخليوي والانترنت، في وقت يبدو أن مبيعات أجهزة الكومبيوتر الشخصي، التي تعزز علامتيها التجاريتين «ويندوز» و«أوفيس»، تواجه خطراً. ومن شأن الصفقة أن تكون الأكبر في تاريخ «مايكروسوفت»، أكبر شركة للبرمجيات عالمياً (تأسست قبل 36 سنة). وعلى رغم تضاعف المبيعات والأرباح في السنوات الثماني الماضية، لا يزال سهم «مايكروسوفت» عند المستوى ذاته، إذ يشعر المستثمرون بالقلق في شأن قدرة الشركة على مواجهة منافسين جدد، أو التكيّف مع طرق الحوسبة الجديدة. منافسة حادة وكان مصدر أشار في وقت سابق الى أن كلاً من «فايسبوك» و«غوغل» يسعيان إلى التحالف مع «سكايب»، مقدراً قيمة صفقة «سكايب» بين ثلاثة وأربعة بلايين دولار، أي أقل كثيراً من المبلغ الذي ستدفعه «مايكروسوفت»، التي تملك خاصية الدردشة بالفيديو في خدمة «ويندوز لايف ميسينجر» للتراسل الفوري، لكنها ليست متاحة على نظام تشغيل «ويندوز فون 7». وتطور «سكايب» إصدارات من خدمتها يمكن استخدامها كتطبيقات على أجهزة «آي فون» و«آي باد» من إنتاج «ابل» و«بلاكبيري» من إنتاج «ريسيرش ان موشن»، وكذلك الهواتف الخليوية التي تعمل بنظام تشغيل «أندرويد». ولا يمكن استخدام هذه الخدمة على الهواتف التي تعمل بنظام تشغيل «مايكروسوفت». يذكر أن مصرفي «غولدمان ساكس» و«جيه بي مورغان» الأميركيين يقدمان المشورة ل «سكايب» في شأن الصفقة. وكانت الشركة أعلنت في صيف العام الماضي نيتها طرح أسهمها في «بورصة نيويورك». ومذاك، سرت إشاعات صحافية عن شارين محتملين، أبرزهم «سيسكو» للمعدات الخاصة بالاتصالات. وتوقعت مصادر أن يجمع الطرح العام الأولي المُزمع ل «سكايب» في البورصة، نحو بليون دولار. وكان موقع «اي باي» الأميركي، عملاق المزادات على الانترنت، باع «سكايب» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 لمجموعة مستثمرين في صفقة قدرت قيمة «سكايب» ب2,75 بليون دولار في حينه. واحتفظ «اي باي» بحصة 30 في المئة من الشركة، وذهب نصف الحصص لمجموعة من المستثمرين بقيادة صندوقي «سيلفر لايك بارتنرز» و«اندريسين هوروفيتز»، إضافة إلى «هيئة الاستثمار في نظام التقاعد» الكندية.